هل يتحالف حزب الوفد مع الأخوان إجباريا وإضطراريا, لقد كان إكتساح الإخوان في تلك الانتخابات البرلمانية وحصولهم علي هذا الكم من المقاعد يمثل مفاجأة, فالدوائر التي أخفق فيها مرشحو الإخوان محدودة للغاية بينما المفاجأة أيضا هي تراجع حزب الوفد وحصوله علي تلك المقاعد المتواضعة للغاية بل وإخفاق رمز من رموزه برغم احتلاله الصدارة في القائمة بدائرته وقد علمت من بعض المقربين الي رئيس الحزب السيد البدوي إنه برغم كفاءة الرجل وارتباطه وإخلاصه لحزبه فإنه لم يوفق في اختيار العديد من المرشحين بما جعله مسئولا عن هذه النتائج غير المتوقعة التي انتقصت من مكانة هذا الحزب العريق. نقول هل يقنع حزب الوفد بأن يكون له هذا النصيب المتواضع داخل قاعة البرلمان والذي يقارب بالكاد الخمسين مقعدا أو ما يعادل نسبة العشرة في المائة فقط من إجمالي المقاعد أو أنه سوف يضطر إلي قبول التحالف مع الإخوان وهو التحالف الذي فتح له ذراعيه ثم فضه ورفضه حينما تبين له أن الأخوان هدفهم الاستحواذ والسيطرة.. الأمر الطبيعي أن حزب الوفد كان متفائلا مع بداية المعركة الانتخابية وكان طامحا ومتطلعا أن يحصل علي قدر من المقاعد يتماشي مع مكانته, ولم يكن يتصور علي الإطلاق حصوله علي هذا النصيب المتواضع ليأتي ترتيبه بعد الإخوان بل وبعد السلفيين أيضا ليصبح كل أمله في نهاية المطاف هو أن يكون ترتيبه متقدما علي الكتلة لكن ماذا بعد هذه الصدمة من تلك النتائج المحبطة لكل قياداته واعضائه ورموزه ايضا.. هل من مصلحة الوفد التحالف مع الأخوان مادامت النتائج لم تأت في مصلحته ليجري تشكيل حكومة أئتلافية من كلا الحزبين وليضمن الوفد قدرا من المقاعد الوزارية بعد ان ضاع منه القدر الأعظم من المقاعد البرلمانية أو أن الوفد سوف يحجم نهائيا عن هذا التحالف حتي لا يفاجأ بأن الكلمة العليا للإخوان وليس له مما يجعل مشاركته هامشية ولا تتماشي مع الوزن السياسي لقياداته ونوابه؟.. هل يكون السيد البدوي قد ارتكب خطئا جسيما عند قبوله هذا التحالف ليضاف الي خطئه الأكبر في سوء اختياره لمرشحي حزبه؟ هل هو تحالف قادم لا محالة أو أنه تحالف مقبول ومطلوب من جانب الإخوان بينما يكون مرفوضا تماما من جانب الحزب العريق وقياداته؟.. المزيد من أعمدة شريف العبد