خطيئة حزب الوفد في مصر حزب واحد بل ووحيد يمتلك مقومات ومعني كلمة حزب.. فهو حزب عريق بكل معني الكلمة.. كان حاكما ومعارضا.. غاب عن الساحة ثم عاد بقوة الجماهير مع التاريخ.. نجح في أن يرسخ أقدامه علي أرض حياة سياسية هشة.. اهتز لفترة من الفترات.. ثم عاد ليتماسك بصورة مذهلة.. فهو الحزب الوحيد الذي شهدناه يتباري علي رئاسته, إثنان من كبار قياداته وانتهت الانتخابات بصورة شديدة الحضارية قبل وصفها بالديمقراطية. حزب الوفد هو الوحيد الذي يقوده رئيس منتخب بديمقراطية مذهلة.. وحدث ذلك خلال عصر ما قبل ثورة25 يناير.. وبعد تلك الثورة تم انتخاب هيئته العليا, ثم مكتبه التنفيذي.. لكن هذا الحزب يفرط في كل ما يملكه من تاريخ وعراقة وحاضر محترم.. فضلا عن مستقبل لا يمكن لغيره أن يتطلع إليه.. فحزب الوفد العريق, قرر أن يذهب إلي مغامرة لا تليق بماضيه ولا حاضره.. ربما لأنه لا يثق في قدراته الفذة وهذا يدعوني إلي توجيه اللوم الشديد لرئيس الحزب الدكتور سيد البدوي.. فقد أصابني الفزع, حينما رأيته يذهب طائعا مختارا إلي تحالف مع جماعة الإخوان المسلمين المطار السري سابقا وغيرها من أحزاب عريقة أو صغيرة.. تلك سابقة لم يحدث لحزب الوفد أن أقدم عليها.. فحزب الوفد كان رائعا ومحترما بقدر ابتعاده دائما عن مؤامرات التواطؤ علي الشعب!! لا يمكن أن أصدق عن حزب امتلك كل مؤهلات الشرعية متفردا يذهب إلي التحالف مع أحزاب لم تنضج بعد.. وبعضها مشكوك في أنه تم رفعه علي نار لتنضجه.. وعندما يحدث ذلك يكون الوفد قد اختار الانحراف عن طريق الإيمان بالديمقراطية ومباديء ثورة25 يناير.. بل قل إنه اختار أن يخاصم ثورة..1919 واختار أيضا التنكر لتاريخ سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين.. وهو بذلك يقلد جماعة الإخوان المسلمين المطار السري سابقا التي فقست حزبا عكس قناعات وعقيدة مؤسسها حسن البنا.. هنا أطرح السؤال: هل اتفقت جماعة الإخوان المسلمين عندما أدارت ظهرها لمؤسسها الأول.. مع حزب الوفد في تلك اللحظة علي أن يدير ظهره إلي زعماء الوفد وتاريخه؟!!.. إذا كان قد حدث ذلك, فتلك مؤامرة علي الحاضر المضطرب, وفي الوقت نفسه علي المستقبل الذي كنا نأمل أن يكون مغايرا لما حدث في مصر علي مدي أكثر من نصف قرن.. لا يمكن إطلاقا أن أصدق لكنني مضطر للتصديق عن حزب الوفد أنه سيكون شريكا في مؤامرة التواطؤ علي الشعب باسم الائتلاف في انتخابات برلمانية قادمة. ظني أن حزب الوفد يمضي نحو الصعود إلي الهاوية.. وما لم يراجع رئيسه الدكتور سيد البدوي نفسه مع قاعدته وقياداته.. فسيذهب إلي الانتحار السياسي بما يقال عنه الائتلاف مع غيره من أحزاب عليها علامات استفهام كثيرة.. فالمؤامرة علي الشعب يجب أن يكون طرفا فيها حزب الوفد العريق.. ولو حدث ذلك فستكون خطيئة حزب الوفد!! .. وللحديث بقية المزيد من أعمدة نصر القفاص