بضاعتهم القتل والتخريب والدماء, يرفعون شعار الإسلام والشريعة والجهاد, ويقتلون أهل الإيمان, ينشرون الفوضي والعنف والدمار في المجتمع المسلم, أبعد ما يكونون عن الإسلام, بأفعالهم وتصرفاتهم التي تخالف تعاليم الشريعة الإسلامية, هكذا يصف علماء الدين الجماعات الإرهابية التي ترفع شعار الإسلام ويؤكدون براءة الإسلام من تلك الجماعات. يقول الدكتور الأحمدي أبو النور, وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر, إن الحادث الإرهابي الذي تعرضت له مديرية أمن الدقهلية, لا يقره الدين أو العقل أو الأخلاق, وهذه الأفكار الغريبة تمثل خروجا علي تعاليم الإسلام, فكيف يتم هذا في مصر بلد الإسلام, وتصدر هذه الأفعال عن شخص مسلم؟!, فهؤلاء يدعون أنهم أنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس, لكن ما يقومون به يتناقض مع الشريعة ومع تعاليم الإسلام, وهل بيت المقدس في المنصورة ؟!, وهل ما حدث من عنف ودمار ودماء في مصلحة بيت المقدس أو يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين. وأضاف: إن هؤلاء يبتعدون تماما عن الإسلام, لأنه إذا كان الإسلام يقول كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه, فكيف يمكن أن يكون هناك تبرير لمثل هذه الأعمال الإرهابية, التي لا تراعي حرمة الدماء وتنتهك الحرمات, لأن الدم الإنساني مسلما كان أو غير مسلم محرم, كما جاء في قول الله تعالي ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق, مشيرا إلي أن هناك تناقضا غريبا بين التسمية والأفعال والسلوك, فالدماء التي سالت بأي منطق يمكن أن تبرر؟. فجميع قطاعات الشعب المصري أصيبت بالصدمة والحزن بعد هذا الحادث الأليم, وبعد ذلك تخرج علينا جماعات تطلق علي نفسها أنصار بيت المقدس أو أنصار الشريعة وتعلن مسئوليتها عن هذه الأحداث, فهذا هو التناقض الغريب من جماعات تبتعد عن منهج الإسلام. مسميات كاذبة من جانبه أوضح الدكتور علوي أمين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن هذه جماعات إرهابية بمعني الكلمة, ولابد أن نسمي الأسماء بشكل دقيق, فلا يجب أن نقول جماعة كذا وجماعة كذا, بل نقول الجماعات الإرهابية الضالة, فكل فعل يصدر عن هذه الجماعات الإرهابية, يتنافي مع الإسلام ومع الشريعة الإسلامية, فمن يطلقون علي أنفسهم أنصار الشريعة, نقول لهم أين الشريعة في تصرفاتكم وأفعالكم؟, أنتم أبعد ما تكونون عن الشريعة, والإسلام برئ منكم ومن أمثالكم, مشيرا إلي أن الجماعات الإرهابية تحارب الإسلام والمسلمين في مصر, يقتلون الأبرياء وينشرون الفوضي والدمار والعنف, ويطلقون علي أنفسهم جماعة بيت المقدس, فهذه أمور غريبة ومؤامرات تحاك ضد مصر بلد الإسلام والأزهر, فالجماعات الإرهابية العالمية التي تخطط لنشر الدمار والفوضي في مصر, عليهم جميعا أن يعلموا أن مصر لن تسقط, والدولة قوية, والشعب المصري متماسك, مصر بلد متدين بالفطر, وستواجه هؤلاء المجرمين, الذين يضللون الشباب ويستخدمون الشعارات التي يخدعون بها الناس. وهذا نوع من التضليل والضلال الذي تمارسه هذه الجماعات الإرهابية, والتي ليس لها مسمي أخري. خوارج العصر من جانبه يقول الدكتور كمال حبيب, القيادي السابق بتنظيم الجهاد, إن حادث مديرية أمن الدقهلية عمل إرهابي مدان مهما نكن المبررات, ومهما تكن الأسباب التي يراها هؤلاء, وأن حجم العنف والدماء والتخريب الذي يصاحب هذه العمليات, ينزع الشرعية الأخلاقية عن التيار الإسلامي بشكل عام, كما أن هذا العمل فيه فقدان للهدف والأولويات وعدم فهم للنصوص الشرعية, وهؤلاء الناس أعتبرهم أقرب للجماعات الفوضوية في الغرب, لأنهم ضد التقدم والبناء والحياة, لأن من يفعل ذلك يقتل نفسه أولا, ويقتل العشرات ويصيب المئات وينشر الفوضي والدمار في المجتمع.