فيينا مصطفي عبد الله: منذ إندلاع ثورة25 يناير الشعبية السلمية ومع إقتراب العام الأول لهذه الثورة العظيمة التي أهدت الشعب المصري الحرية والعدالة واعادت له الكرامة فإن جميع الدول الأوروبية عامة والنمسا خاصة تشيد بهذه الثورة البيضاء. ولم تكتفي النمسا بالدعم من خلال التصريحات التي أدلي بها رئيس الجمهورية النمساوية الدكتور هاينز فيشر الذي قال: إن شعب مصر أعظم شعوب العالم ويستحق جائزة نوبل للسلام بعد الثورة الحديثة والمحترمة التي قام بها, وأضاف حقا المصريين هم الأعظم في العالم ودائما يبهرنا علي مدي التاريخ منذ عهد الفراعنة العظام وحتي الآن. أو تصريحات المستشار النمساوي فيرنر فايمان الذي أكد علي إستعداده لتقديم كامل اوجه الدعم علي جميع الأصعدة سياسية وإقتصادية وثقافية من خلال العلاقات المستمرة التي تربط البلدين منذ زمن طويل. كانت المبادرة بزيارة مصر, حيث قام لزيارة نائب المستشار ووزير الخارجية النمساوي شبندل إيجر علي رأس وفد رفيع المستوي بزيارة لمصر إستغرقت ثلاثة أيام التقي خلالها بكبار المسئولين في الدولة فضلا عن زيارته لميدان التحرير ولقائه مع العديد من الثوار بالميدان, وأكد يومها تفاؤل النمسا بشمس الحرية المصرية وكان هذا ملموسا من اللقاء الذي دار بينه وبين الدكتورعصام شرف رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت حيث أكد في هذا اللقاء علي أن مصر تسير في درب الديموقراطية الحقيقية والي بناء مصر الحديثة علي اسس سليمة من خلال سيادة القانون وحقوق الانسان. وأكد من جانبه دعم بلاده لمصر في مرحلة التطور الديمقراطي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وأنه لابد من استمرا الانفتاح الاقتصادي لمصر علي أوروبا والعالم. وعن لقائه مع الدكتور نبيل العربي وزير خارجية مصر في ذلك الوقت قال أن بلاده علي أتم الاستعداد لتقديم كافة اوجه الدعم المطلوبة في سبيل تحقيق أهداف الثورة المجيدة. وتم الاتفاق خلال لقاء شيخ الازهر برئيس لجنة حوار الاديان والحضارات علي انشاء وحدة تنسيق بين الازهر واللجنة لاعداد ندوات في القاهرة واوروبا للتقريب بين الحضارات وتوضيح المفاهيم الصحيحة والاديان المختلفة. كما أعرب نائب المستشار ووزير الخارجية النمساوي عن خالص تقديره للبابا شنودة ودوره في تعميق الحوار الاسلامي المسيحي مشيرا الي تقدير النمسا والاتحاد الاوروبي لتجربة ثورة25 يناير وأكد من جانبه أهمية نشر قيم التسامح الديني والانفتاح علي كل الثقافات وقبول الآخر مشيرا الي دور الازهر الذي يلعبه بهذا الصدد وأيضا الكنيسة القبطية. ولقد هيمنت الثورة المصرية بأحداثها وتطوراتها علي الصفحات الأولي للصحافة النمساوية العربية فعلي سبيل المثال لا الحصر جاء في جريدة كرونا الاشهر ان ثورة شباب مصر وحدت بين المسلمين والاقباط وأشارت الي تكرار ظهور الشباب حاملين القرآن مقترنا بالصليب ووضعت صورة لشاب يمسك القرآن والصليب معا وأكدت ان هذه الثورة ساعدت في إخماد الفتنة. أما عن صحيفة شتاندر النمساوية فقد أعرب فيها أحد السياسيين المهتمين بالشرق الاوسط عن فرصة عملية السلام في الشرق الاوسط وتأثير الثورة علي اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل قائلا: ان علي اسرائيل ان تغير من سياستها الأمنية وأن تحاول أن تستغل الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر وأن تمضي قدما في عملية سلام جدية مع الفلسطينيين من أجل استنشاق هواء جيد مع قدوم الحكومة الجديدة في مصر. وجاء في صحيفة دي برسا النمساوية والتي تحدثت عن الربيع العربي بصفة عامة في البحرين وليبيا والجزائر وقالت ان رياح التغيير تهب علي المنطقة العربية وعلي الحكام العرب ان يلبوا مطالب شعوبهم وان المرحلة القادمة سوف تشهد مزيدا من التغييرات في الساسات العربية والتي بدأت بتونس ومصر.