ثمة غالبية تتشكل بقوة في أوساط النخبة السياسية المصرية, باتت ترجح كفة اجراء الانتخابات الرئاسية أولا قبل الانتخابات البرلمانية وفيما يبدو فإن الرئيس المؤقت عدلي منصور ربمايوافق علي الرئاسية أولا نظرا لأن معظم من التقي بهم يؤيدون هذا الرأي, وأغلب الظن حتي الآن أن الأمور تسير في اتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل اجراء الانتخابات البرلمانية. وفي واقع الأمر, فإن أنصار الرئاسية أولا يقدمون عدة أسباب منطقية بل واقعية لاعتماد ذلك الخيار المهم في مسار خارطة الطريق. ويري هؤلاء أن إجراء الانتخابات البرلمانية أولا قد يتسبب في مشكلات وأزمات أمنية كبيرة في هذا التوقيت, فضلا عن تربص جماعة الإخوان لإفساد أي انتخابات, ويشير هؤلاء إلي أن أعضاء الإخوان سيكون من السهل عليهم إفساد الانتخابات البرلمانية أولا بسبب العصبيات. ووفقا لهذا المنطق فإن الاستفتاء علي الدستور, ثم اجراء انتخابات رئاسية أولا, من شأنه أن يوفر ظروفا أمنية أكثر هدوءا لإجراء الانتخابات البرلمانية. وفي الوقت نفسه, فإن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا من شأنه أن يقصر مدة المرحلة الانتقالية, وأن تعود مصر بسرعة إلي الأوضاع الطبيعية, بوجود دستور مدني تم استفتاء الشعب عليه, ورئيس وبرلمان جاءا عبر الصندوق الانتخابي وبإرادة شعبية حرة في انتخابات شفافة ونزيهة. والأمر المؤكد أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا لن يعطي الفرصة لتيار الإسلام السياسي لتعطيل خارطة الطريق. وفي المقابل, فإن أنصار إجراء الانتخابات البرلمانية أولا ليس بحوزتهم سوي أن هذا الخيار سوف يمنع المصداقية في الداخل والخارج من جراء الالتزام بخارطة الطريق, إلا أن أعضاء لجنة الخمسين سبق أن وافقوا علي اعطاء الرئيس عدلي منصور حرية اتخاذ القرار بشأن تعديل مسار خارطة الطريق. وتبدو أن هذه المسألة رغم أهميتها تحتل المرتبة الثانية من الاهتمام, فالجميع يدرك أن عملية الحشد للاستفتاء علي الدستور هي القضية الأولي بالرعاية حاليا نظرا لأن هذه المعركة سوف تكشف عن شكل المعادلة السياسية في مصر. ومما لاشك فيه أن قطار الحرية والديمقراطية قد انطلق من محطته, ولن يستطيع أحد أن يعيده إلي الوراء. وأغلب الظن أن غالبية المصريين سوف تخرج للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور, وبعدها سوف يشارك الشعب المصري بأعداد غفيرة وغير مسبوقة في اختيار الرئيس المصري الجديد وأعضاء البرلمان, وذلك تتويجا لثورتي52 يناير و03 يونيو الخالدتين. لمزيد من مقالات راى الاهرام