لا شك ان الركب الطائر من طيارين واطقم ضيافة جوية هم اكثر الشخصيات التي يمكن ان تتعرض لمواقف صعبة وخطيرة خلال رحلة العمل في مجال الطيران .. عالم المطارات من خلال هذا الباب الجديد سعيت الي التعرف علي أهم هذه المواقف وكيف يستفيد منها افراد الركب الطائر في حياتهم المهنية؟ الطيار باسم جوهر طيار بمصر للطيران ويشغل حاليا منصب رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي يقول: إن في حياة أي طيار أو مضيف جوي مواقف لا تنسي تظل محفورة في ذاكرته وقد يستعيدها في حياته المهنية كلما مر بموقف مشابه وعن تلك المواقف في حياته يقول: لقد تعرضت خلال حياتي في الطيران لمواقف كثيرة فيها الخطورة والطرافة والقدر الذي يتدخل في لحظات معينة, ولكن من اكثر المواقف التي لا يمكن ان أنساها أبدا هو أنني كنت في بداية عملي كطيار اطير علي طراز الطائرات الفوكر وهي طائرة صعبة المراس الي حد ما, وخلال احدي الرحلات الي العريش وبعد ان أعطاني برج المراقبة الجوية الموافقة بالهبوط علي الممر اذكر هنا ان الممر كان له لون خاص مثل لون الرمال الصفراء, وليس مثل باقي الممرات, وقبل ان تلمس عجلات الطائرة الممر فوجئت باثنين من جنود القوات المسلحة يرتدون ملابس الصاعقة الصفراء مثل لون الممر امامي, والغريب انهم لم يسمعوا صوت محركات الطائرة لانه عند الهبوط علي الممر تكون الرياح في مواجهة الطائرة فلا يستطيعون سماع صوت المحركات فانحرفت جانبا بعيدا عن الجنديين مع خوفي الشديد ان انحرف عن الممر واتسبب في حادث لاقدر الله وانا مازلت طيارا مبتدئا وفي نفس اللحظة تنبه أحد الجنديين لصوت فرامل الطائرة عند الهبوط فجذب زميله علي الارض بعيدا عن الطائرة جانبا واختفوا من امامي واكملت عملية الهبوط حتي توقفت محركات الطائرة تماما وعندي شعور فظيع بأني قد دهست الجنديين ونزلت بسرعة لأجدهما يقتربان مني لمعاتبتي فقمت باحتضانهما وانا اكاد أبكي من شدة الفرحة بأنهما علي قيد الحياة ولم اتسبب في اي أذي لهما. وارتبط مطار العريش داخلي بهذه الواقعة كلما كنت في رحلة اليه.