في الأوقات الصعبة وخلال الأزمات نميل لاستحضار نماذج وأشخاص نجحت في التغلب علي التحديات لشحذ همتنا والمضي قدما لتحقيق هدفنا ولو بخطوات صغيرة. مناسبة ذلك حدثان أولهما أن اليوم هو ختام مراسم توديع الزعيم الأيقونة مانديلا بعد عشرة أيام أمضاها مسجي انتظارا لقادة العالم وأبناء شعبه الذين جاءوا للمشاركة في تأبينه ووداعه حيث اصطفوا في طوابير متناهية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي من أصر دائما علي أن السلام والحوار, وليس التحدي والانتقام, هو السبيل لبر الأمان وأن الخطوات الصغيرة تبلغ الأماني الكبيرة. المثال الثاني نذكره في سياق ما لفت إليه المكتب الإعلامي الألماني بالقاهرة من أن18 ديسمبر يشهد إحياء الذكري المائة لميلاد المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت أحد أكثر الساسة الألمان تأثيرا في ألمانيا والعالم, فهو مهندس سياسة الانفتاح علي الشرق إبان الحرب الباردة, مما رشحه لنيل جائزة نوبل للسلام عام1971 كأول ألماني يفوز بها بعد الحرب العالمية الثانية. شهد برانت حين كان عمدة لبرلين بناء حائط تقسيم المدينة عام1961 وأطلق عليه جدار العار حيث كان رمزا للستار الحديدي الذي فصل غرب أوروبا عن شرقها.ويشهد برانت في خريف1989 سقوط الحائط ليقول جملته الشهيرة:ما ينتمي لبعضه يندمج مجددا. نجح برانت خلال توليه عمله كنائب للمستشار الألماني ووزير للخارجية في الفترة من1966 1969 في تطوير سياسة جديدة تجاه الشرق باتباع مبدأ التحرك بخطوات صغيرة واتباع سياسة أكثر مرونة,وتولي منصب المستشار عام1969 حتي..1974 وواصل برانت بعد ذلك سعيه للتقارب بين الشرق والغرب من خلال رئاسته للدولية الاشتراكية. كما رأس لجنة الحوار بين الشمال والجنوب المعنية ببحث المشاكل العالمية المرتبطة بالعولمة ورحل عنا في عام.1992 مانديلا وبرانت آمنا بأهمية الخطوات الصغيرة لإنجاز الهدف, ألا يجدر بنا أن نتحرك بخطوات صغيرة لنخرج من الحلقة المفرغة التي ندور فيها؟ لمزيد من مقالات ايناس نور