تحدي عشرات الألاف من الأشخاص الأمطار الغزيرة لحضور حفل التأبين التاريخي للزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا أمس الذي شارك فيه نحو90 من زعماء العالم يتقدمهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وبدأ حفل تأبين مؤسس أمة قوس القزح بالنشيد الوطني لجنوب أفريقيا تلاه إلقاء كل من رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وأوباما وديلما سيف رئيسة البرازيل ورئيس كوبا راءول كاسترو خطب وداع لمانديلا, بالإضافة إلي كلمات أربعة من أحفاد مانديلا ورفيقه السابق في سجون النظام العنصري أندرو ملانيجي. وشهد استاد سوكر سيتي بجوهانسبرج أكبر حشد لزعماء العالم في التاريخ الحديث وتم نقل الحفل عبر شاشات عرض ضخمة في ثلاثة ملاعب آخري اكتظت بالحشود. وجاء اختيار استاد جوهانسبرج لإجراء مراسم التأبين باعتبار أنه شهد أول ظهور علني لمانديلا بعد خروجه من السجن عام.1990 وهيمنت الأجواء الاحتفالية علي التأبين, حيث اصطف عشرات الألاف من الصباح الباكر أمام بوابات الاستاد وهم يرقصون ويطلقون صفارات الفوفوزيلا البلاستيكية وينشدون أغنيات تعود لأيام الكفاح ضد التفرقة العنصرية. وقال بان كي مون ينعي العالم فقد مانديلا, أحد كبار الشخصيات في عصرنا, وفي أي عصر. وأضاف نجتمع معا في أسي بسبب تلك الخسارة الكبري, واحتفاء بتلك الحياة الجليلة. ومن بين الذين شاركوا في التأبين أيضا رؤساء الولاياتالمتحدة السابقون جورج بوش الابن, وبيل كلينتون, وجيمي كارتر, بالإضافة إلي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند, ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الهندي براناب مخرجي.ومن مفارقات التأبين نجاح مانديلا بعد وفاته عن عمر95 عاما في الجمع بين الخصوم, حيث جلس كل من أوباما وراءول كاسترو علي نحو متقارب خلال الحفل الذي تزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان. كما جمع التأبين كلا من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مع رئيس زيمبابوي روبرت موجابي اللذين انخرطا في عراك دبلوماسي قبل سنوات بوصف بلير رئيس زيمبابوي بأنه ديكتاتور ورد موجابي بأن بلير أمبريالي. وكان مسئولون في جنوب افريقيا قالوا إن الرئيس الايراني حسن روحاني سيحضر المراسم أيضا مما زاد من احتمال لقائه وجها لوجه بأوباما لكن اسم روحاني لم يرد في القائمة الرسمية للحضور.