في الأسبوع الأخير من نوفمبر2013 توصلت القوي الكبري بزعامة الولاياتالمتحدة إلي إتفاق مؤقت مع إيران بشأن برنامجها النووي. وخرجت أصوات إحتجاجية من إسرائيل بحجة أن المفاوضات بين واشنطن وطهران كانت سرية وأنها تمت دون علم تل أبيب. ولكن الحقيقة كانت تشير إلي أن إسرائيل والولاياتالمتحدة وعدة دول حليفة كانت تقوم بتدريبات مشتركة غير مسبوقة إستعدادا لحرب مقبلة في الشرق الأوسط!!. ولكن يبدو أن ما يحدث علي أرض الواقع يختلف تمام الإختلاف عن الصور والمشاهد التي تبثها الألة الدعائية الإسرائيلية ووسائل الإعلام الدولية. فتحت عنوان الراية الزرقاء إنطلقت من قاعدة أوفدا بجنوب إسرائيل يوم24 نوفمبر أكبر مناورة جوية عسكرية دولية في تاريخ البلاد بمشاركة60 طائرة موزعة إلي سبعة أسراب تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي, والقوات الجوية لكل من الولاياتالمتحدة واليونان وإيطاليا حيث شاركت كل منها بسرب واحد. ووفق تصريحات دان شابيرو السفير الأمريكي لدي إسرائيل فإن المناورة كانت مثالا جيد علي التعاون بين المؤسسة العسكرية في الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأكد أن بلاده وإسرائيل معرضتان للتهديد في الشرق الأوسط وأنه من المهم أن تكون لهما قدرات علي العمل التعاوني فيما بينهما. ونوه إلي أن التدريب الأخير يوفر لطيارينا وأفراد القوات الجوية الأخري الخبرات اللازمة لمواجهة ظروف تقتضي أن يعملا معا. أما ما تدرب عليه المشاركون فكان نشاطا ذا طابع هجومي حيث شمل شن هجمات علي قواعد معادية وتجربة تكتيكات للقتال ورصد ومكافحة وسائل الدفاع الجوي بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة علي الكتف والصواريخ سطح جو المضادة للطائرات وأنظمة الرادار بالإضافة للتعامل مع التهديدات الجوية المحتملة من قبل دولة معادية(لم يتم تسميتها). وأكد أحد الطيارين الأمريكيين المشاركين في المناورة أنها مصممة للتدرب علي العمل المشترك بين أطرافها لتحسين التحالف بين الدول المشاركة. وعلي الرغم من إنتهاء المناورات الجوية يوم28 نوفمبر فإن إسرائيل كانت لها خطط أخري. فقبل بداية المناورة بشهر كامل أجرت إسرائيل تدريبات علي الطلعات الجوية بعيدة المدي وإعادة التزود بالوقود في الجو, كما إستعد سلاح الجو الإسرائيلي قبل المناورة بتنفيذ طلعتين جويتين تدريبيتين يوميا خلال الشهور الستة الأخيرة السابقة علي المناورة مع تنظيم كورس منذ بداية عام2013 لإستخدام اللغة الإنجليزية بشكل كامل في الإتصال وتوجيه الطائرات. ومنذ يوم25 نوفمبر وعلي مدي ثلاثة أيام أجري الجيش الإسرائيلي تدريبات برية موسعة في مدينة عسقلان وتخومها الشرقية لمحاكاة عملية هجومية لغزو قطاع غزة والقضاء علي مصادر القصف الصاروخي الذي تشنه حماس. وشملت المناورة تجربة القدرات الجديدة لمركز القيادة والسيطرة, والتركيز علي توجيه قوة نيران هائلة ضد مصادر إطلاق القذائف الصاروخية المعادية بالتزامن مع تقدم القوات البرية إلي قلب قطاع غزة, وخوض قتال المدن. وتمت مراعاة عنصر السرعة أثناء التدريب بما يمكن القوات الإسرائيلية من شن هجوم قوي وسريع قبل إتخاذ أي طرف دولي لمواقف قد تصب في مصلحة حماس. وجاءت التدريبات الإسرائيلية لتنفيذ هجمات برية وجوية تالية علي تجارب مشتركة تحت إشراف خبراء الدفاع في كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل لإختبار منظومة مقلاع داود المضادة للصواريخ. حيث تم إعلان نجاح التجارب التي أجراها فريق من وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية ومنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية علي نظام مقلاع داود المضاد للصواريخ البالستية قصيرة المدي في منطقة التجارب التي تقع في جنوب إسرائيل. ووفقا لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن منظومة مقلاع داود قادرة علي إصابة صواريخ في مدي يتراوح بين60 و125ميلا وهو ما يجعلها منظومة تقع بين منظومة القبة الحديدية للصواريخ قصيرة المدي ومنظومة آرو 2 للصواريخ البعيدة المدي. من جانبها أشارت إسرائيل إلي أن تلك المناورات والإستعدادات ماهي إلا أمر روتيني في إطار المخطط التدريبي الخاص بجيش الدفاع الإسرائيلي لعام2013 إلا أن الواقع يشير إلي أن هناك من يتدرب إستعدادا لحرب كبري مقبلة في المنطقة تتطلب توجيه ضربات جوية مشتركة لمواقع أبعد وأعقد كثيرا من غزة.