في إحياء لذكري الثورة البرتقالية التي أطاحت بالحكومة الأوكرانية منذ9 سنوات, شهدت أوكرانيا أمس أكبر حركة تعبئة للمعارضة المطالبة باستقالة الحكومة احتجاجا علي تراجعها عن التقارب مع الاتحاد الأوروبي، جاء ذلك في الوقت الذي قدم فيه فيتالي زاخارتشينكو وزير الداخلية الأوكراني اعتذارا صريحا للشعب حول قمع الشرطة للمتظاهرين المؤيدين للانضمام للاتحاد الأوروبي بوسط العاصمة كييف, لكنه حذر أيضا من مغبة تكرار السيناريو الليبي أو التونسي في البلاد. وفي إطار تصعيد المتظاهرين للاحتجاجات ضد الحكومة, أعلنت المعارضة الإضراب العام احتجاجا علي سياسة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش التي عادت للتقارب مع روسيا, وأغلق المحتجون الطريق الرئيسي المتجه إلي مقر الحكومة بصناديق القمامة وحاويات معدنية. وحاصر نحو ألفي محتج المقر الرئيسي للحكومة الأوكرانية, وأغلقوا الطرق المحيطة به ومنعوا الموظفين من التوجه إلي العمل. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف إن الموظفين لم يستطيعوا دخول المبني, وإن المفاوضات مستمرة مع المحتجين للسماح للموظفين بالدخول. ونفي المتحدث الشائعات حول احتمال فرض حالة الطوارئ, قائلا إنه لم يتم التطرق الي هذه المسالة. وركز المحتجون علي مقر الحكومة بعد أن حشدت المعارضة نحو100 ألف شخص في احتجاج بالعاصمة كييف شابته اشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة. وتجمع المتظاهرون وبينهم فيتالي كليتشكو بطل العالم السابق في الملاكمة حول مقر الحكومة قادمين من ساحة الاستقلال الواقعة علي مسافة بضع مئات الأمتار. وردد المتظاهرون ازاروف إلي السجن في إشارة إلي رئيس الوزراء الأوكراني ولتحيا أوكرانيا قبل أن يؤدوا النشيد الوطني. وفي هذه الأثناء, أعلنت السلطات الأوكرانية أن حصيلة المصابين خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في وسط المدينة بلغت165 جريحا في صفوف المتظاهرين ونقل109 منهم إلي المستشفيات. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن دائرة الصحة ببلدية العاصمة كييف أن حوالي120 من أفراد الأمن أصيبوا خلال الاشتباكات ومازال53 منهم في المستشفيات. كما نقلت عن أحد منظمي المظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة الأوكرانية كييف قوله إن المظاهرات الاحتجاجية تطورت إلي ثورة. وفي استمرار لتحدي الحكومة لمطالب المعارضة, صرح نيكولاي أزاروف رئيس الوزراء الأوكراني بأن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش سيزور روسيا ليوقع ما سماه خارطة الطريق للتعاون بين الدولتين. وذكرت صحيفة روسيسكايا جازيتا الروسية أن زيارة يانوكوفيتش إلي روسيا ستكون تطورا منطقيا لعملية غير بسيطة أراد الاتحاد الأوروبي خلالها أن يقضي علي استقلال أوكرانيا بمساعدة اتفاقية الشراكة, ويجعلها دولة تديرها المفوضية الأوروبية. ومن جانبه, قال وزير الداخلية الأوكراني: أريد أن أعتذر عن الاستخدام المفرط للعنف في فض مظاهرات الأحد الماضي في ميدان الاستقلال. وحذر آلاف المتظاهرين حال تنظيمهم لأية تظاهرة جديدة في ميدان الاستقلال الذي كان مسرحا لحملة القمع العنيفة علي المتظاهرين من أن الشرطة سوف تتعامل معهم. وأضاف زاخارتشينكو لو أن هناك أية دعوات لتنظيم فوضي شاملة في البلاد فسوف نقوم بالتدخل بقوة, وتساءل هل نريد لبلدنا الحرب الدموية أم هل تريدوننا أن نسلك منوال تونس وليبيا.
