في بداية الحياة الزوجية تتعرض الزوجة للكثير من المشكلات بسبب بعض تصرفات زوجها وسلوكياته التي قد يري البعض أنها تافهة, ومع ذلك قد تؤثر بالسلب علي سعادتها وتعرضها للضغط العصبي وجرح مشاعرها وأحاسيسها, بل تصل في بعض الأحيان إلي تحطيم وإنهاء الحياة الزوجية. تقول زوجة وهي باكية: أتعرض لمواقف قد تصيبني بالخجل في بعض الأحيان وأكاد أفقد اعصابي حينما يتحدث زوجي بالتليفون( الموبايل) أو مع أحد الأشخاص بصوت عال جدا, وحاولت أكثر من مرة تنبيهه إلي خفض صوته لكن من المستحيل أن يتقبل نصيحتي!! وقالت زوجة أخري: زوجي يلبس أغلي الملابس إلا أنه لا يجيد فن تنسيق الألوان وإختيارها مما يجعلني أتدخل بصفة مستمرة في تنسيق ملابسه, وغالبا ينتهي الحديث بيننا بخناقة فهو لا يتقبل النصيحة.ورددت رباب قائلة: أنا بانفخ في قربة مقطوعة فزوجي دائما يهمل المجاملات الاجتماعية وزيارة الأهل والأفراح وعدم أداء واجب العزاء وغيره, بالرغم من معرفته بأن هذه الأمور البسيطة مكملة للحياة الاجتماعية.أما صفاء فقالت: زوجي مثل الطفل الصغير يحتاج إلي من ينظف وراءه بصفة مستمرة, فالمكان الذي يجلس به دائما متسخ وغير منظم, فنحن دائما نتشاجر لهذا السبب ولكن لا جدوي من هذا الشجار. واستخفت إحدي الزوجات بهذه المشكلات ووصفتها بالتفاهات وقالت: وماذا عن الزوج البخيل!! فبالرغم من أن زوجي يصنف من الأغنياء إلا أنه بخيل, ولم أكتشف هذه الصفة في أثناء الخطوبة, وبعد الزواج لاحظت أنه يبخل حتي في شراء احتياجات المنزل الأساسية وفي شراء ملابس جديدة لابني في بداية كل عام دراسي, ولا يثق في إعطائي مصروف البيت, فيقوم بشراء مستلزمات البيت كلها بنفسه حتي لا أقوم بصرف المصروف في الكماليات وغير الضروريات!وتجنبا للمشكلات والخلافات الزوجية نتيجة مثل هذه الصفات ينصح علماء النفس الزوجة بضرورة التعرف علي الصفات الخفية في الزوج والتي عادة تكون موجودة بالتكوين النفسي للشخص وخاصة في فترة الخطوبة وحتي لا تفاجأ بها بعد الزواج. وتقول د.سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس أن هناك ظاهرة خطيرة في المجتمع وهي الطلاق المبكر,فقد أشارت الدراسات إلي تنامي معدلات الطلاق بين حديثي الزواج في كثير من الدول العربية ومن بينها مصر والسعودية والكويت والأردن واليمن والسودان وغيرها, حيث تصل نسبة المطلقات خلال العام الأول للزواج إلي أكثر من60%, وتكون لأتفه الأسباب, وأيضا لأسباب مهمة مثل الزواج المبكر وصغر سن الشباب والفتيات المقبلين علي الزواج, وانعدام الثقافة الأسرية القائمة علي التفاهم والحوار, بالإضافة إلي أن الاختيار سواء للشباب أو الفتيات قائم علي أساس الإعجاب الشكلي والمستوي الاجتماعي والإمكانات المادية ولا ينظرون لجوهر الشخصية. وأضافت د. سامية أن هناك غيابا لدور الأسرة في تنشئة أبنائهم وإهمال شديد في تعليم القيم والأخلاق السليمة مثل تحمل المسئولية والقناعة والرضا, وسيطرة الفكر والشكل والنمط الغربي من خلال وسائل الاعلام علي الممارسات الحياتية لكثير من الشباب والذي جعلهم ينتهجون هذا النمط. وللحد من هذه الظاهرة أكدت د. سامية ضرورة عودة دور الأسرة في تنشئة أبنائها من الشباب والفتيات وعدم تركهم للإعلام المفتوح لكي يستقوا منه معلوماتهم عن الحياة الزوجية, بالإضافة إلي عدم التدليل الزائد حتي ينشأوا علي تحمل المسئولية ومعرفة معني البناء الأسري وقيمة الأسرة وقبول الآخر وقبول الاختلاف في العلاقة الزوجية.