لا يمكن لأي مصري يحمل في قلبه ذرة واحدة من الوطنية والانتماء لهذا البلد, أن يقبل الاعتداء علي جندي من جنود القوات المسلحة, لذلك أشعر بالمرارة الشديدة والفزع والصدمة لتعرض أي من أبناء الجيش لمثل هذه الاعتداءات الغادرة. فأما المرارة فهي ناتجة عن إراقة الدماء لخيرة الشباب من الجنود والضباط, الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن الوطن والمواطنين, ويتعرضون للغدر ليس من الأعداء, بل بأيدي الإرهابيين الذين لا يمكن أن تجري في عروقهم دماء مصرية. وأما الفزع, فإنه يتمثل في الجرأة التي وصلت بهؤلاء لاستهداف الجيش بعمليات إرهابية, التي تحدث ربما لأول مرة بهذا العنف علي امتداد الموجات التي شهدتها مصر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي من الإرهاب الأسود, عبر الصراع الطويل مع قوات الشرطة. لكن الرسالة الخبيثة من هذا الاستهداف الإرهابي, تهدف في المقام الأول إلي النيل من الهيبة ولكن هيهات فكلنا ثقة في أن الجيش قادر علي دحر كل من يقف وراء هذه العمليات. وأما الصدمة, فقد أصابتني لأنني لم أكن أتخيل أن الخلافات السياسية أو الصراعات, يمكن أن تصل بالبلاد إلي هذا المستوي من العنف والدمار والخراب والضياع الاقتصادي. بالإضافة إلي ذلك, لابد أن يكون لدي الجميع يقين بأن الجيش هو القوة الوحيدة الباقية في هذا الوطن والقادرة علي حمايته وسط هذا الاضطراب وعدم الاستقرار, الذي تعاني منه المنطقة ولابد أن نعي هذه الحقيقة جيدا, ولابد أن نردد جميعا ودون استثناء في قول واحد وبأعلي صوت إلا الجيش المصري, فكلما نظرت في وجوه أهالي الجنود الشهداء, هؤلاء البسطاء تصيبني حالة من الحزن العميق وأتساءل ما ذنب هؤلاء وهم يتسلمون جثث أبنائهم الذين ماتوا, ليس في حرب شريفة ولكن بأيدي الغدر؟ { فاصل قصير: أي ثورية هذه التي تسمح بحرق علم البلاد الذي يمثل رمزا للدولة, حدث ذلك خلال الاحتفال بذكري الثوار الذين ماتوا في محمد محمود بميدان التحرير الثلاثاء الماضي, فهل المقصود هنا إهانة الرموز التي أصبحت مستباحة علي كل المستويات.. اللهم احفظ بلادي. لمزيد من مقالات هانى عمارة