التنحي عن المذاكرة للأولاد, فليست الأمومة هي المذاكرة لأبنائي.. هكذا بدأت إحدي الأمهات كلامها بعد بدء العام الدراسي, وقالت: سوف أحضر مدرسة لأبنائي للقيام بهذا الدور حتي لا أفقد أمومتي معهم. بينما قالت أم أخري لطفل في مرحلة الحضانة: أفقد اعصابي عشرات المرات كل يوم في محاولة لإقناع طفلي الصغير أن يترك الكمبيوتر والتليفزيون لعمل الواجب.. وقالت بثينة-إحدي الأمهات أيضا: أخجل من الجيران حينما يسمعون صوتي يوميا خلال المشادات الكلامية والمعارك بيني وبين أبنائي... وقالت ماجدة: كدت أفقد أعصابي وأضربه بسبب سرحانه في السقف وأنا أشرح له مسألة الحساب ولكني تمالكت نفسي من العصبية ومزقت الكتاب بدلا من ضربه.. بينما خالفتهنفي الرأي منال حينما قالت إن الله منح الأم الصبر حتي تصبر علي أبنائها أثناء المذاكرة بل متابعة حياتهم بأكملها, لذلك نشعر بالنجاح حينما يحصلون علي أعلي الدرجات ونشعر بالتقصير عند فشلهم. هذه الكلمات قالتها بعض الأمهات اللاتي يتحملن مسئولية مذاكرة الأبناء في الوقت الذي يتخلي فيه الآباء عن هذه المسئولية ويتنصلون منها ويتركونها للأمهات بحجة أن الأم مدرسة وأنها تتميز بالصبر, وأنه لديه مسئولية أخري وهي توفير المال من خلال عمله, وحينما تطالبهم الأمهات بضرورة المشاركة في مسئولية مذاكرة الأبناء وعدم سماعهم للكلام يكتفون بتوجيه عدة كلمات هي إسمعوا كلام ماما. ويري د.إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس أن التعليممحنة يجب علي الطفل أن يمر بها, فالأطفال بطبيعة البشر لا يريدون التعليم بل يريدون اللعب والضحك وأكل الحلوي, ولكن حينما يبدأ الطفل مرحلة الدراسة فإنه يبدأ أيضا في البكاء وعدم الرغبة في الذهاب إلي المدرسة بل أغلبهم يرددون ان المدرسة وحشة لذلك يجب علي الآباء والأمهات أن يكون لديهم الكثير من المعلومات التي من خلالها يستطعون إبلاغ أطفالهم قبل بداية الدراسة بأهمية التعليم ولماذا نتعلم, بالإضافة إلي محاولة جذب الأبناء للمذاكرة عن طريق اللعب, وفهم قدرات الطفل واستغلالها في عملية المذاكرة, وذلك يحتاج إلي كثير من الجهد والصبر من الأمهات لترغيب الأطفال في الدراسة, كما أوضح د.إسماعيل أن الأمهات يقعن دائما في خطأ جسيم وهو مقارنة أبنائهم بالآخرين مما يزيد كره الطفل للعملية التعليمية بأكملها وكرهه لزميله الآخر الذي حصل علي درجات أعلي منه. ويري أن تنصل الأب من العملية التعليمية وترك الأم بمفردها لهذه المسئولية هو خطأ كبير لأن الأم دائما لديها كثير من المشاعر( الحنية والدلع) تجاه أبنائها, لذا هناك ضرورة لأن يكون للأب دور فاعل ومؤثر في متابعة مذاكرة أبنائه لأن وجود الأب بجانبهم يشعرهم بالالتزام والجدية.