تراجعت الآمال بالتوصل إلي اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع دخول مباحثات جنيف بين القوي الكبري وإيران يومها الثالث أمس. ودخل المفاوضون في سباق مع الزمن لحسم الملفات الشائكة ونقاط الخلاف حول القضايا الأكثر حساسية. وفي محاولة لحسم الأمور, التقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس لليوم الثالث علي التوالي قبل بدء جولة جديدة من الاجتماعات في جنيف بين ممثلي مجموعة(5+1)- التي تضم أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا- والوفد الإيراني. وصرح ظريف عقب اللقاء- الذي استمر نحو ساعة ونصف- بأنه ما زال علينا العمل حول نقاط خلاف. من جهته, أوضح مجيد تخت روانشي أن وجهات النظر تقاربت في هذا الاجتماع الإيجابي مع انه قصير. وخيمت أجواء الريبة وانعدام الثقة علي المباحثات التي تجري في جلسات مغلقة وبسرية كبيرة. وكشف عباس عراقجي, رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات, عن أنه لم يتحقق أي تقدم حول نقاط الخلاف خلال المباحثات, رافضا الكشف عن هذه النقاط الخلافية. وقال عراقجي إذا حصل تقدم وإذا اقتربت المفاوضات من اتفاق, فيمكن لوزراء الخارجية المساعدة علي التوصل إلي اتفاق. في المقابل, أوضح دبلوماسي أوروبي أن المفاوضين حققوا تقدما مع اقراره بوجود خلافات بشأن نقاط قليلة هي الأصعب. من جانبه, رحب مايكل مان, المتحدث باسم اشتون, بالأجواء الجيدة جدا بين المفاوضين وتحدث عن مفاوضات مكثفة وجوهرية ومفصلة. وتتناول المفاوضات نصا تم الاتفاق عليه في9 نوفمبر في جولة سابقة من المحادثات في جنيف انتهت بلا اتفاق. وينص المشروع علي اتفاق موقت لستة اشهر ويمكن تمديده علي وضع حدود للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة علي طهران. ولم تعرف تفاصيل المشروع, لكن مايكل مان أورد أن الجميع يعلمون ما هي الرهانات الأساسية. وذكر خصوصا مسألة تخصيب اليورانيوم. وكان رئيس الوفد الإيراني قد شدد أمس الأول علي أن طهران ترفض بشكل نهائي التفاوض حول حقها في تخصيب اليورانيوم. وتتعلق إحدي أبرز نقاط التفاوض بمصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة20%. ورصد الصحفيون الذين يتابعون المباحثات استعدادات لوجستية في جنيف لاحتمال تمديد المفاوضات حتي اليوم( السبت), ما اثار التكهنات مجددا حول امكان حضور وزراء الخارجية المخولين وحدهم توقيع اتفاق. وفي واشنطن, رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بقرار مجلس الشيوخ بتأجيل مناقشة فرض عقوبات اقتصادية جديدة علي إيران حتي الشهر المقبل. وكان زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد أعلن أمس الأول أن المجلس سيبحث فرض عقوبات جديدة علي طهران خلال ديسمبر المقبل, مشددا علي دعم المجلس للمفاوضات مع إيران وآمله أن تنجح, لكنه تدارك أن علي مجلس الشيوخ أن يكون مستعدا لمناقشة مشروع عقوبات جديد ضد إيران بعد عطلة عيد الشكر, أي اعتبارا من الاسبوع الثاني من ديسمبر. وفي وقت لاحق أصدر14 من الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ بيانا قالوا فيه إنهم سيعملون معا خلال الأسابيع المقبلة لإقرار تشريع يحظي بتأييد الحزبين لفرض عقوبات جديدة علي إيران. وفي تل أبيب, أعربت إسرائيل عن استيائها من رد فعل الغرب إزاء التصريحات الإيرانية المعادية لها بحسب اعتقادها, والتي أدلي بها المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي. وكان خامنئي وصف إسرائيل بالكلب المسعور, مبينا أن بعض الصهاينة لا يمكن أن يوصفوا بوصف البشر, وإنما هم مثل الحيوانات. وشجبت الولاياتالمتحدة هذه التصريحات واصفة إياها بأنها غير مساعدة. ونقلت جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مسئول حكومي قوله بمثل هذه الكلمات ووسط جولة مفاوضات حول النزاع النووي فإن إيران تبصق في وجه العالم كله بينما العالم يصمت ويظن أن الدنيا تمطر. وأضاف المسئول الإسرائيلي: كنا نعلم أن الأمريكيين مهتمون أكثر من الإيرانيين بتوقيع اتفاقية مرحلية(لنزع فتيل النزاع حول الملف النووي) لكننا لم نكن نعلم إلي أي مدي. من جانبه, شدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون علي ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني بشكل أو بآخر. ووصف يعالون, طبقا لما اذاعه راديو صوت إسرائيل أمس, الاتفاق الذي يحاول الغرب إبرامه مع إيران حاليا بأنه صفقة سيئة مع إيران تسمح لها بالحفاظ علي قدرات تخصيب اليورانيوم والمضي قدما في برنامجها النووي دون الخضوع لضغوط دولية. وحذر الوزير الإسرائيلي, الذي يزور كندا حاليا, من أن تعزيز قوة إيران سينعكس علي حزب الله وبعض الجماعات الإسلامية المتشددة كونها تستطيع مستقبلا العمل تحت مظلة نووية إيرانية.