مروان البرغوثي, أحد الرموز الفلسطينية الأكثر شهرة في فلسطين, وأمين سر حركة فتح, التي تشكل العمود الفقري للسلطة الفلسطينية, وأقدم برلماني فلسطيني يقبع في السجون الإسرائيلية مدي الحياة بتهمة القتل والشروع فيه.. من أجل هذا قام متضامنون فلسطينيون ودوليون وجنوب إفريقيين بإطلاق حملة دولية لإطلاق سراحه, وأيضا لإطلاق سراح أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية. وانطلقت الحملة من سجن روبين آيلاند, الموجود في الجزيرة التي تحمل نفس الاسم في الجزء الجنوبي من جمهورية جنوب إفريقيا, وتحديدا من نفس زنزانة المناضل الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا, عندما كان معتقلا فيها خلال نضاله علي رأس الحركة الوطنية الجنوب إفريقية ضد نظام الفصل العنصري الآبارتايد السابق. وقالت مؤسسة أحمد كاترادا التي تقوم بتنظيم الحملة الدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي وجميع الأسري المعتقلين في السجون الإسرائيلية, بالمشاركة مع الحملة الشعبية الفلسطينية, وبالتعاون مع وزارة الخارجية الفلسطينية, وسفارة دولة فلسطين لدي جمهورية جنوب إفريقيا وعدة مؤسسات حقوقية وتضامنية فلسطينية ودولية إن الحملة هي نواة تحرك لفعاليات متواصلة بدءا من جنوب إفريقيا وفلسطين, وستتواصل فعالياتها في جميع أنحاء العالم حتي تحقق أهدافها بإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي وبقية الأسري السياسيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال رئيس الوفد الفلسطيني, إلي روبين آيلاند, النائب عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح, إن إطلاق الحملة الدولية للتضامن مع مروان البرغوثي والأسري السياسيين الفلسطينيين من جنوب إفريقيا له رمزية ودلالات كبري, تؤكد عمق الصلة النضالية بين البلدين الصديقين, وتشابه تجربتهما الساعية إلي الخلاص من الاضطهاد والظلم والتمييز العنصري. وقد تحدث وزير شئون الأسري الفلسطيني عيسي قراقع عن إطلاق سراح البرغوثي قائلا: هناك اهتمام بالغ لدي القيادة الفلسطينية بموضوع إطلاق سراح القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي, واصفا هذا الأمر بالفيصل ما بين الحرب والسلام بين الطرفين. ومن جانبه سلط قدورة فارس, رئيس نادي الأسير الفلسطيني, الضوء علي العلامات الفارقة في شخصية مروان البرغوثي, وذلك بحكم العلاقة التي جمعتهما, قائلا: إن تجربته النضالية أهلته لخوض غمار الاعتقال وتشكيل رافعة صمود للحركة الفلسطينية الأسيرة. كما أكد قدورة فارس أن الزنازين الفارغة في جنوب إفريقيا, التي أطفأت نور الحرية في وقت من الأوقات, هي اليوم نور ومنبع الحرية, وعلينا الاستفادة من التجربة العظيمة التي خاضها القائد التاريخي نيلسون مانديلا, وذلك بالنضال من أجل حريتنا وحرية أسرانا في سجون الاحتلال. وطالب قدورة فارس المجتمع الدولي بأن يتخذ موقفا جديا وحازما مما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأسري الفلسطينيين, داعيا المؤسسات الدولية إلي بذل الجهد الحقيقي المرجو منها حيال هذه القضية. وفي ظل تدشين الحملة الدولية لإطلاق سراح البرغوثي, التي بدأت من زنزانة المناضل الإنساني الكبير نيلسون مانديلا بجزيرة روبين آيلاند في جنوب إفريقيا, التي قضي فيها18 عاما من سنوات سجنه ال27 قالت مصادر في حركة فتح, إن وفدا قياديا يضم أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيقوم بزيارة إلي البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلي, وسيكون علي رأس الزيارة محمود العالول, عضو اللجنة. من ناحيتها ألقت حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها(BDS) كلمة شددت فيها علي ضرورة أن تدفع إسرائيل ثمن احتلالها فلسطين, واستمرار اعتقالها للفلسطينيين, الذين يتجاوز عددهم ال5 آلاف أسير بالسجون الإسرائيلية, ودعت إلي مقاطعة شركة(G4S) الأمنية, بوصفها إحدي الشركات العالمية التي تقدم خدمات أمنية لتحصين السجون والمعتقلات الإسرائيلية. وقد أصدر المشاركون في اللجنة الدولية لحرية مروان البرغوثي وجميع الأسري الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية في ختام الاحتفال إعلان روبين آيلاند الدولي المتضمن مبادئ العمل علي إطلاق سراح البرغوثي والأسري الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي أول رد فعل إسرائيلي علي الحملة الدولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي, هاجم رئيس حزب إسرائيل بيتنا المتطرف أفيجدور ليبرمان حكومة جنوب إفريقيا, ووصفها بأنها معادية للسامية, وتشيع أجواء مضادة لإسرائيل في العالم, مشيرا إلي أن تصريحات وزير الخارجية الجنوب إفريقي التي قال فيها: إنه لن يزور إسرائيل كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني تعتبر نوعا من التحريض علي دولة إسرائيل. وقد نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا بعنوان: أطلقوا سراح مروان البرغوثي وجميع الأسري الفلسطينيين, كتبه المناضل الحقوقي الجنوب إفريقي المناهض للفصل العنصري أحمد كاترادا, الذي سبق أن ناضل من قبل من أجل إطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا من سجنه التاريخي الشهير بجزيرة روبين آيلاند تحت نظام الأبارتايد العنصري السابق, والذي قامت مؤسسته بتنظيم الحملة الدولية لإطلاق سراح البرغوثي, حيث قال في مقالة: إن ما لا يقل عن800 ألف فلسطيني تعرضوا للسجن منذ سنة1967 حتي الآن, في واحدة من أشنع موجات السجن الجماعي الرامي لكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومنعه من تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة, وأضاف الكاتب: وبذلك فإنه لا يبقي أمام العالم وقواة الحية إلا الاستفادة من دروس النموذج النضالي الجنوب إفريقي, فبالنضال الشعبي وحده, ورغم من القمع, تمكن شعب جنوب إفريقيا من تحرير سجنائه, وعلي رأسهم نيلسون مانديلا, وفرض الدخول في مرحلة انتقالية انتهت إلي تأسيس نظام سياسي ديمقراطي يتساوي فيه الجميع دون تمييز أو فصل عنصري. جدير بالذكر أن اسم مروان البرغوثي قد عاد إلي الساحة السياسية الفلسطينية في الآونة الأخيرة من بوابة إمكان أن يتولي منصب نائب الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبو مازن), حيث تواصل قيادات في حركة فتح, ومنها أعضاء في اللجنة المركزية, يأتي علي رأسهم اللواء توفيق الطيراوي, عضو اللجنة, طرح فكرة تعيين البرغوثي نائبا للرئيس عباس وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد, كون ذلك التعيين سيكون أداة ضغط علي إسرائيل والمجتمع الدولي للإفراج عن البرغوثي, لأنه سيتولي منصب نائب الرئيس, هذا من ناحية, ومن ناحية أخري قطع الطريق علي بعض أعضاء اللجنة المركزية وقيادات في الحركة تتطلع إلي منصب الرئيس إذا ما غادره عباس لأي سبب, سواء إذا ما أصر علي موقفه من عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة, أو إذا ما غادر موقعه بسبب وضعه الصحي, حيث يبلغ الرجل من العمر78 عاما.