مازال الأفارقة يرغبون في المزيد من الدعم الأوروبي حتي في مجال الإبداع, ويظهر ذلك في مناسبات مثل هذه تجمع بين الإثنين.وبالإضافة للعروض السينمائية والورش الفنية, يلتقي الجميع حول المائدة إما في الصباح للإفطار أو في الظهيرة للغداء أو في المساء للعشاء, لتدور النقاشات بشكل ودي أكثر حول إرتباط صناعة الأفلام بالسياسة والإقتصاد والظروف الإجتماعية. ويجمع مهرجان نامور السينمائي الدولي للأفلام الفرانكوفونية وإختصاره فيف في كل عام المبدعين والصحفيين والمهتمين بالسينما من الدول الناطقة بالفرنسية في أوروبا وأفريقيا وآسيا وكندا والدول العربية..وفي دورته رقم28 في مدينة نامور عاصمة إقليم والوني البلجيكي شارك150 فيلما. كل ذلك من اجل إثراء الحوارات بين أناس من ثقافات مختلفة ليتبادلوا خبرات وأفكار عديدة مما يفتح آفاقا جديدة بين الدول, وفي إحدي الأمسيات التي تجمع مجموعة من المخرجين والصحفيين من الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو والسنغال, كان الحديث يدور حول الصعوبات التي تواجه الإنتاج السينمائي الأفريقي, ورأوا أن الأفلام التي تعكس الواقع لا تلقي رواجا بسبب البؤس الشديد للمواطنين, فالمواطنون يبحثون عن الحلم لا عن مشاهد تعكس حياتهم اليومية التي تؤرقهم, هم يريدون أن يروا صورة مختلفة, يريدون أن تظهر علي الشاشة السحرية هذه الشابة الجميلة والسيارة الفارهة والمنزل الفاخر لعلهم يهربون من واقعهم! وبدا الصحفي السنغالي مأمون فاي مهتما بفيلم نجومDestoiles الذي يتناول الأزمة التي نشهدها حاليا بخصوص الهجرة غيرالشرعية ولاسيما من أفريقيا إلي إيطاليا وتابعنا مأساة جزيرة لامبيدوزا الأخيرة والمتكررة, فتدور أحداث الفيلم بين داكار وتورينو ونيويورك, الفيلم من إنتاج سنغالي فرنسي.أما سيرج سو الصحفي البوركيني فكان مهتما بفيلم آخر وهو آيا من يوبوجونAyadeYoupogon من إنتاج إيفواري فرنسي, فيقول أنه فيلم رسوم متحركة يظهر لنا صورة كوت ديفوار في فترة كان التضامن الأفريقي موجودا بالإضافة لروح التسامح في المجتمع, وهو يقصد في فترة السبيعينيات من القرن الماضي أي بعد الحصول علي إستقلالها عن فرنسا.ومن ناحية أخري أثار إعجابه فيلما قصيرا مغربيا بعنوان الهدفLaCible فهو يبين أن البطالة تدفع بالشباب للإنضمام إلي الجهاديين.وتحدث زميله ومواطنه كليمان تابسوبا قائلا أن فيف يعتبر من أفضل المهرجانات الأوروبية.خاصة أن لديه صلة بمهرجان فيسباكو في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو منذ سنوات, ويعتمد علي وجوده في وضع البرنامج وإختيار الأفلام والتواصل مع المشاركين, ويتيح للمخرجين فرصة للقاء المنتجين.ويضيف لكني رغم ذلك آسف لعدم وجود إنتاج مشترك بين أفريقيا وبين كنداوبلجيكا خاصة, لأن لديهما نظاما يساند السينما, ويجب علي فيف تسهيل الإنتاج المشترك مع بلجيكا مما يعزز التعاون.