في دلالة علي صعوبة المفاوضات النووية بين طهران والغرب في جنيف, تم تمديد المحادثات ليوما ثالث لم يكن مقررا في جدول الأعمال الأصلي. جاء ذلك في الوقت الذي حذرت فيه فرنسا وبريطانيا من أنه من غير المؤكد أن تنجح المحادثات النووية الجارية في جنيف لوجود عقبات رئيسية أمام نص مبدئي مقترح بخصوص التوصل لاتفاق. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في تصريحات صحفية إنه لا يمكنني أن أقول الآن وأنا أتحدث معكم إن هناك أي تأكيد علي أننا يمكن أن نتوصل لنهاية للمحادثات, بينما قال ويليام هيج وزير الخارجية البريطانية: إن المفاوضات أحرزت تقدما جيدا للغاية وما زالت تحرز تقدما جيدا, لكن لا تزال هناك قضايا مهمة بحاجة لحل لم تنته بعد, وإنه من السابق لأوانه القول بأننا سنتوصل لحل ناجح اليوم. وعلي النقيض من تحذيرات فابيوس وهيج, صرح رضا النجفي مندوب إيران لدي الأممالمتحدة بأن اجتماع جنيف جاء بنتائج مثمرة بعدما عقد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف اجتماعا مع كاثرين آشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي, وجون كيري وزير الخارجية الأمريكية علي هامش المباحثات المنعقدة حاليا في جنيف, تم خلاله بحث تقريب وجهات النظر لتضيق الخلاف الحالي لوضع خطوات ملموسة وإيجابية من أجل إنهاء أزمة ملف إيران النووي, وهو ما استدعي تمديد المباحثات ليوم آخر أمس لاستعراض أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها وطرحها علي مجموعة5+1 من أجل التشاور والنقاش, كما توقع المسئول الإيراني توقيع اتفاق مع يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الذرية أثناء زيارته لإيران غدا الاثنين. وفي هذه الأثناء, ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن ما يجري حاليا في جنيف محاولة للوصول إلي خارطة طريق للأشهر المقبلة, وأن النص المشترك الذي يدور حوله الماراثون الدبلوماسي في جنيف, هو اتفاق من حيث المبدأ, ومحدود المدة, ولن يستكمل قبل ستة أشهر في نهاية الجولات الجديدة من المفاوضات, ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الملف قولها إن إيران توافق علي وقف تخصيب اليورانيوم إلي20%, وتلك هي عتبة صنع قنبلة نووية, وأنها وافقت أيضا علي عدم تنشيط مفاعل آراك الذي يستخدم البلوتونيوم, وهو الخط الآخر لتصنيع السلاح الذري لمدة ستة أشهر, وفي مقابل هذه التنازلات, وعدت الولاياتالمتحدة برفع العقوبات, وأوضحت أن المسودة الأولي من الاتفاق المتوقع أثارت استياء فرنسا التي تؤكد منذ بداية الأزمة, إصرارها علي نفس الخط الثابت لا للقنبلة النووية الإيرانية. وفي محاولة أمريكية لتبديد المخاوف الإسرائيلية من التوصل إلي اتفاق بين إيران والغرب, أجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لمناقشة المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني, وأشار البيت الأبيض في بيان إلي أن أوباما أوضح لنيتانياهو النتائج التي توصلت إليها مفاوضات جنيف كما أكد التزامه القوي بمنع إيران من الحصول علي سلاح نووي وهو هدف المفاوضات الجارية, وأضاف البيان إلي أن أوباما ونيتانياهو اتفقا علي البقاء علي الاتصال بشأن هذا الأمر, وكشف مسئول بالبيت الأبيض عن أن المكالمة استغرقت وقتا طويلا, ويري مراقبون ان هذه المكالمة جاءت علي خلفية الانتقاد الشديد الذي وجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي الصفقة المتبلورة في المحادثات بين إيران والدول الكبري الست حول الملف النووي الإيراني, وكان نيتانياهو قد وصف هذه الصفقة بالسيئة للغاية, معتبرا أنها تمنح إيران الإنجازات دون تقديمها أي تنازلات ذات مغزي في هذا الملف.