ليس كل شخص مؤهلا لأن يكون جاسوسا وإن كان الشخص مؤهلا فانه لا يمكن أن يكون جاسوسا لأن الجاسوس لابد أن يكون في النهاية يؤدي خدمة لا يمكن الوصول اليها الا به. بمعني أوضح فإن كل مؤهل أو مستعد لخيانة وطنه وأهله وعقيدته ليس بالضرورة جاسوسا لان دوره محدود ومحدد بالكثير من الامور ولا يتجاوز العمالة, الجاسوس هو الجوكر وأعلي وأرقي الدرجات من ناحية الجهات الموظفة له ويمكن أن يبدأ دوره في سن مبكرة في الجهاز الاداري لأي دولة واحيانا في الاوساط الثقافية وعمل العملاء هو التخديم علي هذا العنصر, وفي الاغلب دون أن يعرفوه ليرتقي في السلم ويصل مدعوما بهؤلاء وغيرهم أعلي الدرجات في مؤسسته أو في الجهة التي يعمل فيها وربما رئاستها. قديما وحديثا كانت ومازالت هناك الكثير من الوقائع بشأن العملاء والخونة الذين تعاونوا مع الاعداء لاسقاط واحتلال الدول وتفكيك المجتمعات أما الجواسيس فقليلا جدا ما يكشف عنهم لاسباب كثيرة وإن كشف فإن الأمريكيين بعد ان يلحقوا بسادتهم الذين وظفوهم أو ضمن صفقة تتم علي أعلي المستويات وفي اطار شديد التعقيد والسرية, الجاسوسية ارتبطت بوجود الانسان بدءا من أول جاسوس (هدهد سليمان) انتهاء بما نسمع عنه من تجسس بالاسماك والدلافين. وفي عصرنا المعاصر فإن الجواسيس في الكثير من الدول باتوا يتقلدون ارفع المناصب المحلية والدولية بل واحيانا رئاسات الدول والحكومات وأجهزتها الحساسة ويتعدي دورهم نقل المعلومات الي رسم السياسات الخاطئة واتخاذ القرارات التي تصب في صالح تدمير البلاد والمجتمعات التي يعملون فيها, إن ملف الجواسيس والجاسوسية ملف كبير ومعقد وقديم وهناك الكثير من الجواسيس الذين حكموا بأسماء كبيرة وتحت عناوين متنوعة وكشفهم التاريخ جماعة كانوا أم افرادا واحزابا أما في منطقتنا فان هناك الكثير من الملفات الحالية والسابقة التي كشفت وتكشف أننا دخلنا منذ عقود ما يمكن أن يطلق عليه مزارع الجواسيس التي فرخت ومازالت تفرخ جواسيس من كل الانواع والمستويات وقوة الدولة تظهر في قدراتها علي مواجهة هذه الحرب المتواصلة وكشف نتائجها أمام الجميع. لمزيد من مقالات محمد الأنور