توالت أمس ردود الفعل الغربية الغاضبة عقب إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الأول بأن إيران بدأت بالفعل في تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض قرب مدينة قم, حيث اعتبرت الولاياتالمتحدة الخطوة الإيرانية بأنها تصعيد آخر لانتهاكات طهران لالتزاماتها الدولية تجاه برنامجها النووي.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في تصريحات صحفية إن هذا التحرك الإيراني لم يكن مفاجئا للولايات المتحدة, وقالت ندعو طهران مرة أخري إلي وقف أنشطة التخصيب و أن تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية و تلتزم فورا بقرارات مجلس الأمن الدولي و مجلس محافظي الوكالة الدولية.ومن جانبها, أدانت فرنسا الخطوة الإيرانية, واصفة إياها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي. وفي برلين, اعتبرت الخارجية الألمانية أن الاجراء الايراني يشكل خطورة إضافية في اتجاه تصعيد الأزمة بين طهران و المجتمع الدولي, كما أبدت ثقتها في تبني عقوبات جديدة ضد طهران خلال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.بينما اعتبرت بريطانيا الخطوة الإيرانية بأنها إجراء استفزازي يقلل من مصداقية مزاعم طهران حول سلمية برنامجها النووي, جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه دبلوماسيون أوروبيون أمس في بروكسل إنه تم تقديم موعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن حظر استيراد البترول الإيراني أسبوعا واحدا لينعقد في23 ينايرالجاري بدلا من30 من الشهر نفسه حتي لا تتعارض مع قمة القادة الأوروبيين التي ستعقد في نفس اليوم وستناقش أزمة الديون في منطقة اليورو. وفي رد فعل إيراني, اعتبر مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية التنديد الغربي ببدء تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو, بأن وراءه دوافع سياسية. ونقلت وكالة أنباء إسنا الإيرانية عن سلطانية قوله إن ردود الفعل الغربية مسيسة و مبالغ فيها و تم إصطناعها خلال السنوات السابقة, علي حد وصفه. وفي غضون ذلك,كشف تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانيه أن إسرائيل تستعد لاحتمال حيازة إيران أسلحة نووية في غضون عام. ونقلت المجلة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن الحكومة الإسرائيلية طلبت منه إعداد سيناريوهات لما بعد إمتلاك إيران للسلاح النووي. ومن بين هذه السيناريوهات التي وضعها المعهد ونشرت تايمز مقتطفات منها- أنه في حالة إجراء إيران اختبارا لقنبلة نووية فإنه من الممكن أن تعرض الولاياتالمتحدة علي إسرائيل إقامة تحالف دفاعي مقابل عدم قيام الأخيرة بمهاجمة إيران عسكريا.وتشمل البدائل أيضا ضم إسرائيل لحلف شمال الأطلنطي( الناتو).و أفاد سيناريوهان آخران بأن تقوم روسيا بتوقيع اتفاقية مع الولاياتالمتحدة لوقف سباق التسلح النووي في المنطقة, وأن تقوم السعودية علي الأرجح بتطوير قدراتها النووية. وتتوقع السيناريوهات الإسرائيلية ايضا أن تدفع مصر باتجاه توجيه ضربة عسكرية لإيران, بينما سوف تتجنب تركيا أي صدام مع طهران. غير أنه في حالة انضمام اسرائيل للناتو فإن أنقرة قد تنسحب من الحلف.ومن ناحية أخري, نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن دينيس روس مستشار الرئيس الأمريكي السابق لشئون إيران قوله إن الرئيس أوباما مستعد لضرب إيران لوقف برنامجها النووي. وقال روس إن أوباما ما أظهر بوضوح أنه علي استعداد لاستخدام القوة لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي اذا اقتضت الضرورة. وعلي صعيد آخر, وفي إطار زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلي فنزويلا, تبادل أمس نجاد ونظيره الفنزويلي هوجو تشافيز خلال اجتماعهما أمس الأول, الثناء والمديح لبعضهما البعض وتهكما علي استياء الولاياتالمتحدة من التعاون بينهما, كما تندرا بدعابات علي وصفوه بالمزاعم الأمريكية حول وجود قنبلة نووية تحت إمرتهما. وقال تشافيز خلال مؤتمر صحفي مشترك أحد الأهداف التي تضعها الامبريالية الأمريكية نصب عينيها هو إيران ولهذا نبدي تضامننا. وأضاف عندما نلتقي.. يجن جنون الشياطين متهكما علي التحذيرات الأمريكية لدول امريكا اللاتينية من مساعدة إيران. وقال تشافيز في حفل استقبال أحمدي نجاد في قصره الرئاسي بكراكاس انطلق الجنون الامبريالي بشكل لم يشاهد منذ فترة طويلة. وقال نجاد الرئيس تشافيز هو بطل الحرب علي الامبريالية. بينما وصف كل من الزعيمين الآخر بالشقيق.