إن ثورة الشعب في25 يناير2011 م وضعت عيد الشرطة في مأزق حقيقي واشكالية تحتاج إلي حل سريع وحاسم.. فهناك بديهيات لا يمكن التغاضي عنها وهي أولا: أن يوم25 يناير أصبح عيد الثورة وانتهي إلي الأبد كعيد للشرطة. ثانيا: لابد أن نحتفل بالشرطة المصرية التي قدمت وتقدم تضحيات وشهداء من أجل أمن مصر والمصريين رغم هذه الحقبة السوداء في تاريخها التي لابد أن نتجاوزها جميعا, كما أنه من الضروري اختيار يوم لهذا العيد يكون تجسيدا لكفاح الشعب والشرطة معا في سبيل الوطن. هذا اليوم موجود بالفعل وكنا نحتفل به وكان ضمن الاجازات الرسمية للدولة إلا أن النظام السابق الغي الاحتفال الرسمي به ولكن أصحاب العيد أبناء السويس عاندوا النظام السابق ورفضوا قراره الظالم واستمروا يحتفلون به كل عام بالاجازات والزينات والأفراح والأغاني والخروج إلي الحدائق والمتنزهات إنه عيدهم عيد مدينة السويس والمقاومة الشعبية في24 أكتوبر. ويوم25 أكتوبر1973 م يوم مجيد وخالد في تاريخ مصر وكان نقطة تحول مهمة في حرب أكتوبر المجيدة, حيث حاصرت القوات الإسرائيلية مدينة السويس بشكل كامل ثم دخلت دباباتها المدينة إلا أن شباب السويس من المقاومة الشعبية وبعض رجال الجيش الثالث ورجال الشرطة في قسم الأربعين خاضوا جميعا معركة شرسة مع قوات العدو وكان ميدان الأربعين وقسم الأربعين ميدانا شريفا لهذه المعركة وكان النصر حليفا للرجال ولم يحاول العدو دخول المدينة مرة أخري وسقط الشهداء وامتزجت دماء شعب السويس بدماء رجال الجيش والشرطة فداء للوطن.. وبعد سنوات عديدة عاد الميدان والمدينة والشعب ليكونوا الشرارة التي أشعلت ثورة25 يناير وقدمت السويس كعادتها دائما أول الشهداء.. لذلك أدعو من خلال بريد الأهرام إلي اعادة الاحتفال الرسمي بيوم25 أكتوبر كعيد للشعب والشرطة معا تخليدا لكفاحهما المشترك دفاعا عن الوطن وتأكيدا لتلاحمهما معا من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن. م أحمد حمزة البراهمي - مدير المعمل الاقليمي لخصوبة التربة بالسويس