كشف المعارض السوري جمال الوادي عضو المجلس الوطني رئيس كتلة الحراك الثوري المستقل تفاصيل لقاء دبلوماسي ساخن, جمعه بالسفير الأمريكي السابق في دمشق مسئول الملف السوري روبرت فورد, يوم الخميس الماضي في اسطنبول, بناء علي طلب الأخير, بحضور نصر الحريري عضو الائتلاف الوطني المعارض. وخلال اللقاء, دار حوار حاد حول مسألة نزع السلاح الكيماوي السوري, حيث اتهم المعارضان السوريان واشنطن بالقيام بذلك لمصلحة اسرائيل, وقال الوادي ان الشعب السوري هو مالك هذا السلاح الذي دفع ثمنه من قوته وليس النظام, وتساءل كيف يحق لامريكا وإسرائيل أن تمتلك هذا السلاح ونحن لا؟ وهل سيتم تدمير السلاح الكيماوي في إسرائيل أسوة بسوريا؟ رد فورد قائلا ان الامن القومي لبلاده ومصالحها هما اللذان يسيطران علي القرار الامريكي, ولاشيء غير ذلك, وأضاف أن إسرائيل تستفيد من هذا, وهي حليف استراتيجي لأمريكا, وخوفنا الحقيقي من أن تقع هذه الاسلحة في الأيدي الخطأ, كما أنه لا معلومات حول امتلاك تل أبيب اسلحة كيميائية, بل مجرد اتهامات, ولم نأت أصلا لمناقشة السلاح الكيماوي الاسرائيلي, هذا ليس موضوع النقاش. ونقل الوادي عن فورد قوله ان هدف مؤتمر جنيف, المقرر عقده للحوار بين النظام والمعارضة, هو تشكيل حكومة بموافقة متبادلة من الطرفين, وتمرير إغاثة إنسانية وبحث مسائل المعتقلين ووقف استخدام السلاح وسحب المظاهر العسكرية, وأن ذلك في حال نجاحه سيفضي إلي إستفتاء علي الدستور, ثم إنتخابات ديمقراطية بعده. وبسؤال السفير الأمريكي عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد, رد قائلا انه لم يتم ذكر أي شيء عن الأسد في وثيقة المؤتمر,ولكن من الممكن أن تبحث المعارضة ذلك في جنيف خلال المفاوضات, وأن تعرض كل ما لديها علي طاولة الحوار. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت واشنطن تضمن للمعارضة أن يرحل الاسد عن السلطة, قبل أو بعد المفاوضات, قال فورد نحن لا نضمن شيئا وليس لدينا أي نتيجة مضمونة في المفاوضات. وقال فورد ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيمثل النظام في المؤتمر, وأن الأسد ذاته ربما يكون موجودا في جنيف, وقد يشارك في المفاوضات, أو يتابعها عن قرب. وفي المقابل, أكد المعارضان السوريان أنه سواء وقف العالم الي جانب الشعب السوري أم لم يقف, فانه لن يتم التنازل عن ثوابت الثورة, وأهمها تنحي الاسد, وان الشعب لن يقبل من المعارضة أن تجلس علي طاولة حوار, يوجد عليها بشار الأسد, جسدا أو روحا. وحول الفائدة التي يمكن الخروج بها من مؤتمر جنيف بعد الدماء التي سالت علي مدار أكثر من عامين, قال فورد انها تتمثل في إحتمال أن تساعد روسيا في مسألة تشكيل حكومة مشتركة, وأن تضغط لحقن دماء السوريين, لأن مصلحة موسكو الآن في حماية سوريا من التطرف, واضاف أن حرب الاستنزاف الدائرة حاليا مستمرة سواء بمؤتمر جنيف أو بدونه, لكنها ربما تستمر سنوات, في حالة فشله.وتساءل اذا انتظرنا فهل سيبقي الكثير من المؤسسات السورية؟ وأضاف فورد ان المجتمع الدولي أصبح يحمل الكثير من التخوف من الوضع السوري, وكشف أن الروس قالوا للمسئولين في الادارة الأمريكية انهم يريدون أن يقاتل الجيش الحر إلي جانب جيش النظام ضد تنظيم القاعدة والتطرف اللذين تتخوف منهما موسكو في سوريا, وقال ان واشنطن تشاطرها نفس الرأي.