في هذا الوقت من كل عام تسرع الكثير من الأمهات إلي تطعيم أولادها ضد الإنفلونزا الموسمية إيمانا منها بدوره في الحد من الإصابة بها أو في التقليل من الأعراض المصاحبة. فهل كل الأطفال يحتاجون لهذا التطعيم؟ وهل هذا التطعيم صالح لجميع الأطفال أم منهم من يحظر تطعيمه به؟ وهل له تأثير علي مناعة الطفل كما يعتقد البعض؟ الإجابة علي هذه التساؤلات تكتسب أهمية خاصة نظرا لتشديد منظمة الصحة العالمية علي ضرورة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية وتأكيد دوره في الحد من أدوارها والآثار السلبية المترتبة عليها خاصة لكبار السن والحوامل والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة. فمن الملاحظ أن فيروسات الإنفلونزا تتغير بانتظام, لذا تقوم الشبكة العالمية لرصد الإنفلونزا التابعة لمنظمة الصحة العالمية( وهي عبارة عن شراكة قائمة بين مراكز الإنفلونزا الوطنية في جميع أنحاء العالم) برصد فيروسات الإنفلونزا التي تدور بين البشر, وتوصي المنظمة كل عام باستخدام تركيبة لقاحية معينة تستهدف السلالات الثلاث الأكثر تمثيلا لما يدور من فيروسات. ولتوضيح الحقائق المتعلقة بهذا اللقاح والسن المناسبة لتعاطيه, والإجابة علي أسئلة الأمهات الحائرات, تقول د.أميرة عبد الفتاح إدريس أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة إن تطعيم الانفلونزا الموسمية هو لقاح للوقاية من الإنفلونزا التي تظهر خلال فصل الشتاء فيحسن المناعة ويقلل من الإصابة بهذه الأدوار المتكررة, و يبدأ التطعيم في أواخر شهر سبتمبر ويستمر حتي شهر ديسمبر من كل عام, وذلك للحماية من أدوار الإنفلونزا المتكررة, وتتغير الجرثومة التي يتكون منها الطعم كل عام حسب نوعية الإنفلونزا الموجودة خلال السنة. ويبدأ التطعيم من سن ستة أشهر ويكون علي جرعتين يفصلهما شهر, وذلك للأطفال حتي ثلاث سنوات, وبعدها يكون التطعيم جرعة واحدة سنويا. وتنتشر هذه الأدوار في المدارس بسهولة نتيجة العدوي نظلرا للأعداد الكبيرة, لذلك تنصح أن يكون التطعيم أساسيا بالنسبة لفئات معينة وهم الأطفال الذين يعانون من الحساسية الصدرية والربو الشعبي ومن لديهم عيوب خلقية في القلب مما يؤدي إلي احتقان متكرر بالرئة, كما تنصح باستخدامه أيضا للأطفال الذين يعانون من نقص في المناعة, وتوصي باستخدامه في فترات انتشار إنفلونزا الطيور. أما بالنسبة للأطفال الذين يتمتعون بمناعة جيدة ولا يصابون بأدوار إنفلونزا متكررة فيمكن الاستغناء عن التطعيم مع مراعاة التغذية الصحية وشرب الأعشاب الطبيعية وتناول فيتامين سي لتقوية المناعة الطبيعية. وتنبه د.أميرة إلي أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية ممنوع للأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض حيث أن بعض الفيروسات المستخدمة في الطعم يدخل في تكوينها البيض, كما يمنع أيضا للحوامل والمرضعات. أما عن الأعراض الجانبية للتطعيم فتتمثل في ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو بعض أعراض المشابهة للإنفلونزا.