وسط صخب الحياة والسعي وراء الأهداف والحقوق قد نغفل عن بعض الأمور والقضايا التي قد تبدو للوهلة الأولي للبعض غير هامة لكنها في حقيقة الأمر أحد ركائز الحياة الاساسية التي من دونها تختل المنظومة البيئية بأكملها, لذا نحتاج دائما ليد العون من أشخاص عرفوا قيمة ما اغفلناه. من بين هؤلاء الأشخاص الناشطة الحقوقية في مجال الحياة البرية وحقوق الحيوان دينا ذو الفقار, عاشقة الحياة البرية التي اخذت علي عاتقها قضية حماية الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض في مصر نتيجة للاهمال وعدم إدراك مدي اهميتها بالنسبة لمجتمعنا الذي يعاني من غياب ثقافة الحفاظ علي حقوق الحياة البيئية. لقد أصبحت دينا هي لسان الطبيعة والكائنات الحية التي لا تستطيع التحدث عن نفسها فقامت بالعديد من الحملات ضد الطرق المستعملة المخالفة للقانون والدين لاحتواء الحيوانات الضالة والتي تشكل خطورة كبيرة علي الانسان والحيوان, كما ناشدت بضرورة التصدي للاتجار بالحياة البرية فهي ثاني تجارة بعد المخدرات من حيث الخطورة, فالحياة البرية تعد ثروة قومية وأمنا قوميا للبلد لا يجب المساس بة من أجل تحقيق التوازن البيئي الصحي للانسان. وأيضا من بين القضايا الهامة التي القت عليها الضوء الاهتمام ببحيرة ناصر, فالحياة البرية في أكبر بحيرة صناعية في العالم تتعرض كل يوم للعديد من التجاوزات والانتهاكات من دون ان يلتف لها أحد وهذه مأساة كبري, بالرغم من أن الاهتمام بهذه البحيرة يساهم في زيادة السياحة البيئية ومن ثم رفع مستوي الاقتصاد المصري. ولإيمان العاشقة بأهمية الحياة البرية للمجتمع تسعي جاهدة هذه الأيام بالرغم من كل العوائق مع مجموعة من المهتمين بهذه القضية لإدراج بند الحياة البرية لأول مرة في الدستور المصري وذلك للحفاظ علي المنظومة البيئية, وينص البند علي أن تؤكد الدولة أن الحيوانات مخلوقات لها حقوق وليست أشياء, وحرصا علي الحفاظ علي الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة فإن الدولة تكفل من خلال تشريعاتها توفير الحقوق الاساسية لها بما يخلق سبل الاستفادة منها مع توفير حمايتها وحسن رعايتها والرفق في معاملتها طبقا لما تقررة القوانين المنظمة لذلك وطبقا للشريعة الإسلامية والمعاهدات والمواثيق الدولية.