في محاكاة لما قام به المصريون في25 يناير2011 بالاعتصام في ميدان التحرير, أقام عدد من النيجيريين أمس الخيام, وأحضروا البطاطين والطعام والمشروبات إلي ميدان إيجل سكوير- ميدان النسر- في العاصمة النيجيرية أبوجا في الوقت الذي احتشد فيه آلاف آخرون في عدد من أنحاء المدينة ومدن أخري وأشعل بعضهم النيران علي الطريق الرئيسي في تلك العاصمة الإدارية للبلاد مع بداية الإضراب العام والشامل احتجاجا علي رفع أسعار الوقود. وأدي الإضراب إلي شل الحركة في المدن الرئيسية وسط توقعات بحدوث احتجاجات عنيفة, وبدت شوارع أبوجا والعاصمة الاقتصادية لاجوس ومدينة كانو عاصمة الشمال شبه خالية, وانقطعت الكهرباء في مناطق كثيرة, وتأثرت خدمات الإنترنت, وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة عالية. ونشرت الشرطة النيجيرية150 ألف جندي ومتطوع في الأماكن الحساسة من البلاد قبل بدء الإضراب, وقال شهود عيان في لاجوس- أكبر المدن من حيث عدد السكان- إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين, وأن هناك إصابات خطيرة, معتبرين أن الوضع في غاية السوء. وطالب متظاهرون في مدينة كادونا الرئيس جوناثان بالاستقالة فورا لتجنب كارثة إنسانية, واتهموه بالفشل في إدارة البلاد, خاصة بعد تأييده لقرار رفع الدعم عن الوقود. وبرغم تصدي الشرطة للمحتجين في بداية الأمر في أبوجا, فإنهم نجحوا في إقامة خيام في الميدان ورفعوا شعارات مناهضة للحكومة, وأعلنوا أنهم لن يغادروا المنطقة حتي يتراجع الرئيس جودلاك جوناثان عن قراره برفع الدعم عن الوقود. وقال المحتجون سنظل مقيمين في هذه المنطقة, وسننام في الهواء الطلق حتي تستجيب الحكومة لمطالبنا. وأعلن المؤتمر العمالي النيجيري والنقابات العمالية أن الإضراب سيستمر إلي أجل غير مسمي علي غرار الإضراب الذي أدي إلي شلل الحياة في معظم أنحاء البلاد عام.2003 ومن المتوقع أن ينضم عمال قطاع البترول والعاملون في عدة مجالات ستتأثر بإلغاء الدعم إلي الإضراب. ومن جانبه, أكد الرئيس النيجيري في تناوله لموضوع آخر أن العنف الذي تمارسه جماعة بوكو حرام الدينية المتطرفة ضد المدنيين هو أسوأ من الحرب الأهلية التي اندلعت في نيجيريا من عام1966 إلي عام1970 والتي قتل خلالها مليون مواطن. وقال جوناثان أثناء قداس أقيم في إحدي كنائس أبوجا إن وضع العنف معقد ومختلف الآن بسبب وجود متعاطفين مع الجماعة في المجتمع وفي الحكومة وفي البرلمان وحتي في القضاء. ومن جانبه, حذر أسقف أبوجا الكاردينال أنتوني أولوبونمي أوكوجي من أن العنف الذي يستهدف مسيحيي نيجيريا ليس جزءا من حرب دينية, وإنما محاولة لتقسيم البلاد, في محاولة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. وفي تطور آخر, ذكرت صحيفة ذا نيشن واسعة الانتشار في نيجيريا أن متمردي دلتا النيجر السابقين ادعوا أنهم اكتشفوا محاولة لاغتيال الرئيس النيجيري وعدد من أعضاء حكومته من قبل أشخاص لم يتم الإفصاح عن هويتهم. ونقلت الصحيفة عن أعضاء في جماعة المتمردين السابقين قولهم إن المحاولة استهدفت أيضا رئيس الأركان الجنرال أوزبيكي أهيجيركا ورئيس مجلس الشيوخ ديفيد مارك ومستشار الأمن القومي أوي أزازي. وقال زعيم المتمردين ميابي كوروميما إن جماعته لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه محاولات الإخلال بإدارة الرئيس جوناثان. وبرغم أن زعيم المتمردين السابقين لم يذكر المتورطين في المحاولة بالاسم, فإنه قال إنها جري تدبيرها مؤخرا من قبل مجموعة من رجال الجيش والشرطة المحالين للمعاش.