لحظة من فضلك! لا تحكم على المقال من عنوانه قبل قراءة السطور التالية.. لكن قبل أن أبدأ أود أن أهنيء الإخوة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح أعاده الله عليهم وعلينا بالخير والبركات، ويجمعنا على الخير دائما. بداية، أود أن أقول أن فكرة تهنئة الإخوة المسيحيين هو واجب وطني وقومي قبل أن يكون ديني أو إنساني أو أخلاقي.. فتماسكنا ووحدتنا فوق كل اعتبار، ولقد تربينا على ذلك وفتحنا أعيننا على هذه المفاهيم ولا نعرف غيرها، وعلى الحلوة والمرة تربينا معا.. وهذا ما يجب أن يكرس داخل أفكارنا وعقولنا، فنحن نسيج واحد والأهم أنهم جزء لا يتجزأ منا ومن الخطأ أن نفكر غير ذلك! محور المقال حول مقاطعة التيار السلفي لأعياد الميلاد المجيدة.. وحقيقة لم يدهشني تصرف السلفيين، بل كان متوقعا، لماذا؟ لأنني قد كتبت من قبل عن بعض التصرفات التي يقوم بها قادتهم ورموزهم والتي تنم مع الأسف عن عدم النضج والوعي السياسي، وحتى لا أسترسل فقط في السلبيات، فلابد من توجيه بعض الملاحظات والتي قد تفيدهم يوما ما, وحتى لا نعطي مجالا للعصبية وحتى لا نمنح أصحاب النفوس الضعيفة فرصة للاندساس والتلاعب والقيام بأعمال من شأنها تأجيج الفرقة بين المسلمين والمسيحيين. لذا، من هذا المنبر أدعو الإخوة السلفيين، باعتبارهم ثاني أكبر قوى سياسية على الساحة حصلت على مقاعد في البرلمان الجديد الذي قام على انتخابات شريفة ونزيهة عقب ثورة 25 يناير، أدعوهم إلى النظر في عاقبة التصرف وتداعياته قبل القيام به.. فالآن، حان دوركم أن تتصرفوا بحنكة وليس بعصبية قد تغرقنا جميعا في بحور نحن في غنى عنها، وقد تشعل نيران الفتن فينا جميعا. فالأخ الأكبر لابد أن يحتوي أخيه الأصغر، والأقباط قد يكونوا أقلية، لكن لهم من حقوق وواجبات المواطنة التي تفرض عليكم أخذ أمورهم وشئونهم بعين الاعتبار، وأعتقد أنه لا ضير سيقع عليكم من القيام بالتهنئة، فهي أبسط أمور الكبار المسئولين تجاه مواطنيهم.. ثم أن سلوك العداء قد يجلب عداء لا مبرر له.. وقد يكون الإخوة المسيحيين أو أي طائفة أخرى أقلية، إلا أن سوء التصرف وعدم الحنكة في التعامل ممكن أن يخلق منهم أعداء لكم ومنشقين عليكم.. ويشبه لي هذا التصرف بشخص لديه "مرض" ما، فهل سيعالجه ويهتم به أم سيتجاهله حتى يتفاقم وينتشر في كل أجزاء الجسم! على الصعيد الآخر، أدعو إخواننا السلفيين للنظر إلى تيار الإخوان المسلمين، والاستفادة من حسن تصرفهم، فحزب الحرية والعدالة على عكس التيار السلفي قام بتهنئة الإخوة المسيحيين ولم يكتف بالتهنئة، بل حضر أيضا قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية بالعباسية، وهنا لابد أن أثني وأشكر حسن تصرفهم، فتيار الإخوان يلعب سياسة بذكاء ويحاول أن يريح جميع أطياف المجتمع حتى يتفادى حدوث مصادمات ومشاكل مستقبلية قد تنجم عن تصرفات غير محسوبة أميل للصبيانية منها للحكمة! وسأضرب لكم أمثلة من الكتاب والسنة تدلنا على سماحة الإسلام، فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابة العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم: "لا إكراه في الدين" من سورة البقرة الآية 256 و "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" من سورة آل عمران الآية 159 و"لكم دينكم ولي دين" من سورة الكافرون الآية 6.. وأود أن أقول يا جماعة أن رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم علمنا سماحة النفس والتصالح مع الآخرين، ويقول صلى الله عليه وسلم: "افشوا السلام بينكم" كانت تصرفات رسولنا الكريم كلها تحض على التسامح والسلام! والسلام هي لغة التحية في الإسلام، فعندما ندخل على أحدا أو نقابل أحد، نلقي التحية بالقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".. ولقد تعلمنا أنه إذا حيينا بتحية، فنرد بأحسن منها، إذن، فبالسلام والمحبة نحصل على سلام المجتمع وسلامته من الفتن.. واللهم أحفظ مصر من الفتن، فأنت خير الحافظين يارب العالمين! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن