كشف الصحفي الأمريكي جلين جرينوولد عن تجسس الولاياتالمتحدة علي جميع دول أمريكا اللاتينية بما فيها اجتماعات رؤساء الدول الحليفة لواشنطن, متعهدا بالكشف عن المزيد من الوثائق التي سربها العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودين. وجاءت تصريحات الصحفي الأمريكي في الوقت الذي تسعي فيه إدارة الرئيس الأمريكي إلي تهدئة الغضب الفرنسي بشأن فضيحة تجسسها علي ملايين الاتصالات الفرنسية, حيث اتصل أوباما بنظيره الفرنسي فرانسوا أولاند كما التقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الفرنسي لوران فابيوس. وفي حلقة جديدة من مسلسل' تجسس القرن الحادي والعشرين' الأمريكي, أكد الصحفي جرينوولد أن' جميع دول أمريكا اللاتينية كانت عرضة للتجسس من قبل الحكومة الأميركية', موضحا أن' العديد من الاجتماعات الأمريكية اللاتينية' ومن بينها اجتماعات منظمة الدول الأمريكية وكذلك' المحادثات حول معاهدات التبادل الحر' كانت عرضة للتجسس. وتعهد الصحفي الأمريكي- الذي استقال من صحيفة' الجارديان' البريطانية قبل أسبوع ويعيش في البرازيل- بأنه سيكشف أمورا جديدة حول نظام المراقبة العالمي الأمريكي الذي تديره وكالة الأمن القومي الأمريكية, واصفا التسريبات الجديدة بأنها سيكون لها وقع' الصاعقة' وستتضمن نماذج لتجسس الولاياتالمتحدة علي مواطنيها ولن تقل أهمية عن التقرير الذي شارك في كتابته بصحيفة' لوموند' الفرنسية. وهي التصريحات التي اعقبت نشر' لوموند' تقريرا عن قيام الوكالة الأمريكية بتسجيل نحو07 مليون بيان هاتفي( اتصال ورسالة قصيرة) لفرنسيين في الفترة بين01 ديسمبر2102 حتي8 يناير3102 واستهدفت أفرادا يشتبه في صلاتهم بالإرهاب وكذلك شخصيات مرتبطة بعالم الأعمال والسياسة في فرنسا. بالإضافة إلي كشف' دير شبيجل' الألمانية عن مراقبة نفس الوكالة رسائل الرئيس المكسيكي السابق فيليب كالديرون. وفي محاولة لاحتواء الأزمة الدبلوماسية مع باريس, سعي أوباما إلي تهدئة المخاوف المتزايدة لدي فرنسا واعترف لنظيره الفرنسي أولاند خلال اتصال هاتفي بأن هذا الوضع يثير قلقا' مشروعا'. وقال البيت الأبيض إن الرئيسين ناقشا' ما جري الكشف عنه مؤخرا في الصحف والذي شوه بعضه صورة أنشطتنا وأثار البعض الآخر تساؤلات مشروعة لدي أصدقائنا وحلفائنا'. وأبلغ أوباما الرئيس الفرنسي بأن الولاياتالمتحدة بدأت في مراجعة' الطريقة التي نجمع بها المعلومات المخابراتية, كي يتسني لنا تحقيق التوازن السليم بين المخاوف الأمنية المشروعة لمواطنينا وحلفائنا ومخاوف الخصوصية التي يتقاسمها كل الناس'. ومن جانبه, أعرب الرئيس الفرنسي- بنبرة علي قدر خاص من الحدة للرئيس الأمريكي عن' استنكاره الشديد' لعمليات التجسس علي الاتصالات, معتبرا أنها' ممارسات غير مقبولة' بين حلفاء وأصدقاء. وبالتوازي مع الاتصال الهاتفي بين أولاند وأوباما, جدد وزير الخارجية الفرنسي لنظيره الأمريكي مطالبة فرنسا بايضاحات حول قيام وكالات المخابرات الأمريكية بالتجسس علي الاتصالات في العالم ولا سيما في فرنسا, خلال لقاء بينهما أمس الأول في باريس قبل أن يغادرا إلي لندن, حيث من المقرر أن يحضرا اجتماعا لمجموعة' أصدقاء سورية' المؤيدة للمعارضة. فيما أعرب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت عن' صدمته العميقة'. وقال وزير المالية الفرنسي بيار موسكوفيسي:' إن هذا الممارسات غير مقبولة ويجب أن تتوقف وإن لم تكن توقفت بعد'. وكانت الخارجية الفرنسية قد استدعت السفير الأمريكي في باريس تشارلز ريفكين لطلب إيضاحات بشأن هذه القضية.