لا أعتقد أن هناك يوما قد صنع مثل هذا المجد والخلود الذي صنعه يوم السادس من أكتوبر عام1973 في تاريخ مصر الحديث.. وتاريخ الأمة العربية بأسرها. وأيضا فلست أظن أن أمتنا بحاجة إلي شيء تواجه به مأزق الساعة علي مختلف الجبهات, بقدر حاجتها إلي استعادة أجواء وحدتها التلقائية التي أسهمت في صنع يوم العبور العظيم الذي لم يكن مجرد نصر عسكري يستهدف استرداد الأرض واستعادة الكرامة, وإنما لأنه كان عبورا بالتاريخ نحو حقائق جديدة علي خريطة الشرق الأوسط! والحقيقة أن حرب الاستنزاف كانت أحد أهم مفاتيح نصر أكتوبر بما وفرته من دروس مستفادة كان لها أكبر الأثر في خطة عمليات الحرب وأهم هذه الدروس إن العدو لا يضع في اعتباره إمكان مهاجمته نهارا ومن ثم فقد تحققت المفاجأة أكثر من مرة خلال حرب الاستنزاف بمهاجمته في وضح النهار.. كما أن العدو لا يتمكن من إبداء أية مقاومة تذكر عندما يفاجأ بالهجوم وأنه رغم تدخل احتياطياته ضد معظم الكمائن والإغارات إلا أن دوريات الاستطلاع المصرية تمكنت من تنفيذ مهمتها بالسرعة والدقة المطلوبة ومنع الاحتياطي من التدخل تحت مظلة التأمين بالقصف المدفعي. والحقيقة إن العوامل الرئيسية وراء نجاح كمائن وإغارات دوريات القتال والاستطلاع تعود أساسا إلي السرية الكاملة والدقة في التخطيط وحسن اختيار منطقة الكمين وأسلوب تنفيذه تحت غطاء الخداع الذي يصنع المفاجأة.. ومن ثم فإن الوسيلة الوحيدة لتحطيم خط بارليف هي الاقتحام المباشر بواسطة أفراد المشاة ومواجهة العدو داخل الدشم والملا جيء... وهو ما حدث بكل دقة يوم السادس من أكتوبر المجيد خير الكلام: لأني أحبك يا وطني عشقت الوجود.. وعشت للحياة بشمس الخلود! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله