رغم أن اكتساب ود الحماة يبدو من المهام الصعبة علي معظم الزوجات إلا أنه في الحقيقة لايحتاج سوي الحذر من الوقوع في بعض الأخطاء والالتزام ببعض السلوكيات الراقية في التعامل معها, وتجنب الوصول إلي الصراع المحموم بينهما منذ بداية العلاقة, هكذا تري د.مها الكردي أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية التي توضح أن اختلاف طريقة حياة الزوجين اليوم عما كانت عليه بالنسبة لأزواج الأمس قد تكون سببا في ردود أفعال انتقاديه من قبل الحماة ضد زوجة الابن, ولهذا يجب علي زوجة الابن ألا تعتبر اعتراض حماتها علي بعض التصرفات بأنه تدخل في حياتها أبدا, بل هي صورة تعبيرية عن حياتها تسقطها عليها بقصد نقل الخبرة فقط, لكن بطريقة قاسية أحيانا, وعليها الاستفادة من تلك الخبرة بأبسط طريقة ممكنة. وعليها كذلك إدراك أن الأم لا تطلب إلا استقرار ابنها, الأمر الذي يعني استقرار حياته مع زوجته والتي يجب أن تعمل علي اكتساب قلب حماتها وذلك بالتقرب منها ومحاولة استيعابها بكل ما فيها من صفات أو مميزات, والاعتراف بدورها الكبير والمؤثر في حياتهما, وإشراكها بأخذ مشورتها فيما يخص تربية الأبناء مثلا, أو في بعض نقاط الاختلاف التي لم يستطع الزوجان حلها بمفردهما, مع إحترام وجهة نظرها أيا كانت. وتنصح د.مها الزوجة باصطحاب حماتها في بعض النزهات والزيارات العائلية ومشاوير التسوق, لأن هذا يمنحها شعورا بالتواصل والاندماج معها, ولا يمكن تجاهل أن70% من غيرة الحماوات تأتي بسبب شعورها أن الزوجة قد استحوذت علي فلذة كبدها ومن بذلت لأجله زهرة شبابها, ولذا يجب إشعار الحماة بأهميتها, ومساعدتها علي البقاء بصحة جيدة حتي تتمكن من استيعاب كل ما حولها والانشغال بأمورها الصحية والنفسية أكثر من أي شيء.كما تلفت انتباه الزوجة إلي أهمية المداومة بالسؤال عن صحته حماتها ولو بالتليفون وتخصيص يوم في الأسبوع لزيارتها خاصة في بداية الزواج, مع المحافظة علي مظهرها أمامها والاهتمام بالتواريخ الخاصة بها كعيد الميلاد وعيد الأم وتقديم الهدايا البسيطة الملائمة لكل مناسبة.. وهكذا تشعرها أنها ابنتها.وعلي الرجل كذلك عدم المبالغة في اهتمامه بزوجته أمام والدته, أو في إظهاره لشعوره بالمسؤولية نحوها ونحو أبنائه لأن ذلك قد يثير مشاعر الأم ويجعلها تعتقد أنه أصبح يميل كل الميل لزوجته ولا يمنحها كأم حقها من الاهتمام.. كل ذلك يمكن أن يؤدي فعلا إلي وجود خلاف بين الأم والزوجة خاصة حين يكون الاحتكاك مستمرا بحكم الإقامة في سكن عائلي مشترك مثلا, لكن تلك المشاكل تخف تدريجيا حين يحدث الاستقلال في السكن وتصبح العلاقة محكومة بزيارات فقط.