عندما نذكر كلمة الحماة غالبا يتبادر إلي الأذهان تلك الصورة المستبدة التي كانت تجسدها الممثلة ماري منيب والتي كانت تقدمها بصورة مبالغ فيها بهدف استنكارها والتخلص منها, ولكي يتحقق ذلك لابد من معرفة الأسباب ومراعاة بعض الأمور التي يجب أن يحرص عليها كل طرف من أطراف تلك العلاقة من الحماة والإبن والابنة.. وحتي الأحفاد. د. أحمد يحيي عبد الحميدأستاذ علم الاجتماع بجامعه السويس, يري أن التراث المصري يحمل ثقافة خاصة بالنسبة للحماوات يتمثل في أن أم الرجل أكثر غيرة من زوجته وأكثر عنفا معها, وأحيانا تصل هذه الغيرة من الأم إلي درجه الحقد علي زوجة الابن لأنها أخذت منها رجل البيت الذي كان يمثل الأب في مكانته وأنه دائما يستحق من هي أفضل, فإذا غضب الابن من زوجته أو لم تحقق له ما يتمني فتحت الحماة عليها أبواب الجحيم, ولكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لزوج الإبنة فهي تري أنه رجل جديد ينضم للأسرة وحسن التعامل معه ينعكس إيجابا علي الزوجة,وغالبا ماتتقرب الحماة منه بشكل مبالغ فيه أحيانا حتي تضمن عدم إساءته لابنتها أو حرمانها منها. ويقولد. السيد حنفيأستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق والعميد السابق لمعهد الدراسات والبحوث الآسيويةإن العلاقه التي تربط بين الحماة وزوج الإبنه تظل دائما في خانة الأمان وذلك لأن الحماة تحب زوج ابنتها لدرجة أنها تتغاضي عن تصرفاته أو لأن الرجل بطبيعته لايميل إلي النزاعات, وما تقوم به الأم مع زوجة الابن لايمكن أن تمارسه مع زوج الابنة لأنها تحاول أن تحقق الأمان لابنتها بقدر الإمكان عن طريق كسب محبة زوجها, فنجدها تكثر من مدحه أمام الآخرين أو تحاول أن تكرمه دائما حتي تضمن انتماءه لهذه العائلة لأنه صاحب قرار مستقل ولايمكن إجباره علي إقامة علاقة قوية مع أهل زوجته, بعكس ما يحدث مع زوجة الابن التي تكون مطالبة بالتعامل مع أهل زوجها والقيام بالواجبات نحوهم لأن الرجل يكون حريص علي المحافظة علي صلته بوالديه, وهذا هو ما يجعل الأم تتمادي في التصرف بلا مجاملة معها بل وتتفنن أحيانا في توجيه اللوم لها. ولكل الأطراف.. ينصح د.السيد حنفي الزوج عندما يشعر بتدخل حماته في حياته, حتي ولو كان بطريقة غير مباشرة, أن يتحدث مع الزوجة بكل محبة وصراحة حتي توقف هذا التدخل دون مواجهة مباشرة مع الحماة,وذلك لتجنب الدخول في صراع عائلي ينعكس حتما علي سعادتهما وخاصة أن الروابط العائلية تعتبر من الأشياء الجميلة في الحياة. أما زوجة الإبن فعليها أنتعامل حماتهاكما تعامل أمها حتي إن أخطأت,وألا تتدخل فيما يقدمه زوجها لأمه بل تساعده علي أن يكثر لها العطاء, وتحاول أن تهديها هي هديةبين الحين والآخر حتي تأسرقلبها. كما يجب علي الأم أن تعلم الأبناء آداب زيارة الجدة وخاصة إذا كانت كبيرة السن, فلا تدعهم يزعجونها بأصواتهم وحركاتهم وتعودهم علي عدم إلقاء أوراق الحلوي علي الأرضأو العبث بأثاث المنزل, بل لا تدعهم يخرجون من المنزل حتي ينظفوا لها المكان, فبذلك تتمني الحماةزيارتهم كل يوم و تلح عليهمفي تكرارها. أما إذا كانت الزوجه لاتعمل فإن الأمر يحتاج إلي المزيد من الحكمة والدبلوماسية لأنها إذا استأثرتبتربية الأبناء تكون قد قللت من مكانة الحماة, ويجب عليها إسناد بعض المهام لأم الزوج, مثل المساعدة في عمل الواجبات المدرسية أو الخروج إلي نزهة مع الطفل, كما يجب عليهاألا تصدر أوامر إلي الحماة لأن ذلك يأتي بنتائج عكسية, وأخيرا.. يجب علي الزوجة أن تعرف أن البيت الهادئ الذي يسوده التفاهم والاحترام المتبادل يكون له أكبر الأثر علي نفسية الأطفال بالإضاف إلي سعادة الزوج بين زوجته المعطاءة وأمه التي يحبها.