منذ اللحظة الأولي التي تقرر فيها سفرنا إلي مدينة بغداد ونحن لا نفكر إلا فيما سنقابله في هذه المدينة التي لا نسمع عنها إلا التفجيرات والتفخيخات.. ولكن فور وصولنا واستقبال مسئولي السفارة المصرية لدي العراق لنا شعرنا أننا في أيد أمينة ستساعدنا علي إنهاء مهمتنا بشكل آمن وهي إجراء عدد من اللقاءات ستوضح بالطبع للمواطن العربي حقيقة ما يحدث في العراق بشكل عام وعلاقة مصر بالعراق وسبل تعزيز العلاقات بينهما بشكل خاص. وكان أول حواراتنا مع القائم بأعمال السفارة المصرية في بغداد المستشار نبيل مكي وفيما يلي نص الحوار.. في البداية كيف يمكنك تقييم العلاقات المصرية العراقية علي ضوء التطورات الأخيرة؟ العلاقات العراقية المصرية علاقات قديمة تضرب بجذورها في التاريخ وفي الفترة الأخيرة تحديدا صارت ممتازة وفي طريقها لمزيد من التحسن, حيث تشهد المزيد من التبادلات والزيارات مثل الزيارة التي تقومون بها الآن في إطار الأسبوع الثقافي المصري أو زيارات لمسئولين, حيث تم إبلاغنا أنه سيقام معرض للمنتجات المصرية في أربيل بشمال العراق خلال يومين, أما علي الصعيد الاقتصادي فيوجد حراك وحوار مستمران وخلال الشهر المقبل ستشارك مصر ب25 شركة في معرض بغداد الدولي. وماذا عن الصعيد السياسي؟ علي الصعيد السياسي يوجد قدر كبير من التبادل وقريبا ستعقد دورة جديدة للجنة المشتركة المصرية العراقية فالعلاقات في تطور مستمر وهناك تقدير لدي كل جانب لأهمية الأخر كما أن هناك اهتمام من الجانبين لتطوير العلاقات, وعودة أخري إلي المستوي الذي يتيح لهما ان يكونا واحدا من أهم المحاور في العالم العربي. ما هو الدور الذي تقومون به اليوم في قضايا التعاون المشترك بين البلدين؟ وزارة الخارجية المصرية جزء من منظومة كبيرة متكاملة تعمل بشكل مستمر علي تطوير العلاقات بإشراف السفارة علي جميع الأوجه ولدينا مكتب تجاري يعمل بالإضافة إلي قنصليات في أربيل والبصرة لخدمة المصريين, والتأكد من وجود اتصالات مستمرة بين القيادات وعقد الاتفاقيات والتي يجري النظر فيها الآن و كيفية تطبيقها, وأذكر منها علي سبيل المثال تسديد الحكومة العراقية لقدر كبير من مستحقات المصريين الذين كانوا موجودين في العراق في الثمانينيات, وتقدر ب408 ملايين دولار والتي تمت بالاتفاق بين الجانبين والتنسيق بينهما, بجهود الخارجية المصرية مع نظيرتها العراقية, وأعتقد أنه جار التفاوض بشان مبلغ آخر والتشاور في كيفية سداده. ما هو حجم التجارة بين مصر والعراق؟ حجم التبادل التجاري ليس ما نتمناه وهوغير مناسب ولكن وزارة الخارجية تسعي لأن يكون أكبر من ذلك, لأن العراق سوق مهمة جدا يمكنها استيعاب الكثير من السلع المصرية سواء كانت سلعة ملموسة, شأنها شأن المنتجات الصناعية أو حتي سلعة ثقافية أو فنية, شأن الكتب والمسلسلات, وخاصة أنه يوجد قابلية كبيرة جدا من الجانب العراقي بل وتعطش للسلعة المصرية, ومن أجل ذلك نتحرك, وأعتقد أن إحدي البدايات هي مشاركتنا في معرض بغداد الدولي التي ستكون مشاركة مهمة لم تتم منذ فترة طويلة وفي ذات الوقت لدينا المكتب التجاري الخاص بنا الذي يقوم بنشاط مهم جدا في ترويج المنتجات المصرية للمستهلك العراقي الذي يقدم علي شراء بعض السلع والمنتجات, أما علي الجانب الأخر, تقوم السفارة المصرية بتيسير دخول بعض الشركات الكبري للأسواق العراقية, وعلي رأسها المقاولون العرب ومصر لأعمال الأسمنت المسلح وأوراسكوم, ونحاول بقدر الإمكان أن نتيح لهم المعلومات عن الأسواق العراقية والفرص المتاحة وندعوهم لاستمرار القدوم وفرص الوجود بالعراق, خاصة أن العامل المصري لديه قبول كبير يعود بالأساس للميراث التاريخي من خلال4 ملايين ونصف المليون مصري كانوا موجودين بالثمانينات, هل يعني ذلك أنه لا توجد أي سلعة مصرية تتداول في الأسواق العراقية؟ بالطبع يوجد عدد من السلع المصرية خاصة الملابس القطنية, وبعض الأجهزة كالتكييفات, ولكن السوق ضخمة وإمكاناتها كبيرة جدا مما يعني أن المسألة تحتاج لتواصل أكبر,, فالعراق الآن في حالة إعمار وهناك مبالغ مخصصة لإعادة الإعمار يمكن أن تستفيد منها الشركات المصرية كمشروعات إعادة البنية التحتية, وإنشاء محطة كهربائية وهناك أيضا عدد من الشركات المصرية التي تعمل استشارية في بعض المجالات فالفرص متاحة ولو تم طرق الباب بشكل سليم بالطبع سنستفيد من عملية إعادة الإعمار. كم يقدر عدد المصريين في العراق؟ وهل هناك تواصل بينهم وبين السفارة؟ التقديرات تقول في حدود ال20 ألفا وجزء كبير منهم مقيم منذ زمن طويل في العراق, تزوجوا ولديهم ابناء لهم هوية مزدوجة عاشوا واندمجوا في المجتمع العراقي, ومن يتواصل معنا يجد كل الترحيب لتذليل أي عقبات تواجههم, ونلتزم بمحاولة حل مشكلاتهم.. ما هي أهم المشاكل التي تواجههم؟ أغلبها مشاكل ورقية, والحقيقة وزارتي الداخلية والخارجية تتعاونان من أجلهما, لاستخراج مستنداتهم الضرورية, ويتم التواصل معهم من خلال قنصليتنا في بغداد وأربيل والبصرة, وتحركاتهم للوصول إلي القنصليات أسهل من الوصول إلي السفارة المصرية التي تقع في المنطقة الخضراء بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة. في ظل الأوضاع الأمنية الحالية في العراق هل تواجه السفارة المصرية أي معوقات؟ إذا كنا نواجه شيئا فهو شأن المواطن العادي, وفي ذات الوقت, الحكومة العراقية لم تقصر في دعمنا وتأميننا, فالحياة مقبولة في إطار الوضع العام. ما هو عدد المعتقلين المصريين في السجون العراقية وما هي التهم الموجهة إليهم تحديدا؟ يوجد عدد من المساجين سألتزم بعدم الإفصاح عن عددهم تحديدا, ولا أستطيع أن أحدد أيا منهم محكوما عليه بالإرهاب, ولكن الأهم أن نلقي تعاونا حقيقيا ومطلقا من الحكومة العراقية في هذا الشأن, ويتعاملون معنا بشفافية كبيرة جدا في التعرف علي المساجين وحصرهم و في مارس من العام الماضي أعلن رئيس الوزراء نور المالكي انه سيتم الإفراج عن33 سجينا مصريا وجار دراسة هذه الحالات حيث تم الإفراج عن حالتين وهناك3 حالات أخري في طريقهم للخروج إلي النور, ونتابع هذه المسألة عن كثب وبجدية كبيرة, أما باقي الأعداد هو ما تتم مناقشته مع بعض زملائي المعنيين. كلمة أخيرة؟ أدعو جميع الشركات العامة والخاصة بمصر للاستثمار داخل الأسواق العراقية, حيث توجد فرصة كبيرة لتحقيق ذلك, فالخارجية المصرية والسفارة العراقية ومكتبنا التجاري يرحب بكم, وعلي استعداد كامل لأن نقدم المساعدة والعون لهم.