طالب الشيخ سعيد عامر, رئيس لجنة الفتوي بالجامع الأزهر الشريف, بتشكيل هيئة لمراقبة وضبط الفتاوي, ومواجهة ما تثيره الفضائيات من فتنة وفتاوي متضاربة تثير البلبلة بين عامة المواطنين. وأكد الشيخ سعيد عامر, في حوار ل الأهرام أن فتاوي الأزهر الشريف ودار الإفتاء والمجامع الفقهية هي الأوجب بالإتباع عند الخلاف بين الفقهاء, وان فتوي المجامع الفقهية والهيئات الرسمية الشرعية خاصة في النوازل والمحن التي تنزل بالأمة. ماهي رؤيتك لظاهرة تضارب الفتاوي؟ وكيف يمكن مواجهتها؟ الآن نجد ما يحزن قلب الغيور علي دينه, بعد أن تعرض للفتوي من هو غير أهل لها من دعاة العلم والفهم, فأصبحت الفتوي مرتعا مباحا لمن يحسن ولمن لا يحسن, وإيمانا منا بدور الأزهر الشريف في نشر العلم النافع, نناشد جميع الجماهير أن يتجهوا بأسئلتهم واستفساراتهم إلي الهيئات المختصة والمتخصصة كلجنة الفتوي, ودار الإفتاء المصرية, ومجمع البحوث الإسلامية, حتي نقضي علي فوضي الإفتاء. وواجب علي المفتي أو الفقيه أن يكون علي علم تام بالفقه وأصوله, ولديه ملكة استنباط الحكم الشرعي من الأدلة المعتبرة, وأطالب الفضائيات بأن يوجهوا وجهتهم إلي علماء الأزهر كل في تخصصه في برنامج الفتاوي, فمثلا تخصص القناة يوما لفقه العبادات, ويكون فيه من هو متخصص في ذلك, ويوم آخر في فقه المعاملات, ويستدعي له أهل التخصص من علماء الأزهر.. وهكذا. ولماذا لا تكون الفتوي وقفا علي من يصلح للإفتاء في أمور الدين؟ وهل نحن بحاجة إلي رخصة تمنح للمفتي إذا اجتهد فأصاب, وتسحب منه إذا أخطأ؟ المتتبع للفتاوي عبر القنوات الفضائية يجد عدم الانضباط في بعض الفتاوي, وبعض القنوات تجنبت علماء الأزهر بقصد أو دون قصد, حتي كاد الناس أن يفقدوا وجود علماء الأزهر في الفضائيات, خاصة في الفتاوي والأحكام, مع أنهم في وقت الأزمات والمحن يتفاخرون بقولهم نحن بلد الأزهر, ولذا نطالب هؤلاء بأن يكون القائم علي الفتاوي والأحكام من علماء الأزهر الشريف, حتي نبتعد عن الفتاوي الشاذة والمتطرفة التي فقدت صوابها.ويجب أن تتوفر فيمن يتصدي للإفتاء الأهلية التامة لتلك المهمة الجليلة, وعلي المفتي ألا يتسرع في فتاواه, بل يتثبت وينظر للفتوي استيفاء حقها من النظر والفكر والبحث والتحري بالدقة, ولا يحمله توهمه أن الإسراع براعة, والإبطاء عجز, وعلي المفتي أن يحمل الناس علي الوسط, فلا يذهب بهم مذهب الشدة, ولا يميل بهم علي طرف الانحلال, فالمبالغة والغلو في التساهل والتيسير وإتباع الرخص وشواذ الآراء, نهي أكثر العلماء عن ذلك, والتشدد في الفتوي كذلك نهي عنه أهل العلم. هل تري ضرورة توحيد جهة الفتوي؟ وهل نحن بحاجة إلي الفتوي المجمعية التي تضم متخصصين من جميع المجالات؟ ليس من الضرورة بمكان ما دام القائم علي أمر الفتوي في الأزهر أو في دار الإفتاء من أهل التخصص, فإننا لا نجد بينهما خلافا, فالثوابت والأصول لا يختلف فيها, أما الأمور الفرعية فالضابط فيها وفهم الواجب, في الواقع هذا يختلف باختلاف الأشخاص والأزمنة والأمكنة, ونحن في حاجة إلي الفتوي المجمعية خاصة في النوازل والمحن التي تنزل بالأمة, فهذه النوازل والكوارث تستوجب إحالة الفتوي إلي المجامع الفقهية والهيئات الرسمية الشرعية وأري تأسيس هيئة لمتابعة ومراقبة الفتاوي والمفتي. ما أبرز نوعية الفتاوي التي تعرض علي اللجنة؟ أبرز الفتاوي ترد إلينا من المحاكم, ويغلب عليها طابع الأحوال الشخصية, أما الفتاوي السياسية فهي ليست من تخصص لجنة الفتوي, بل تعرض علي مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء. وعدد العاملين باللجنة عشرون عضوا, بخلاف الإداريين والقائمين علي الكمبيوتر, وتقسيم العمل, يتم بأن يكون خمسة من العشرين عضوا موجودين في اللجنة أسبوعا من كل شهر, ويقومون بالإجابة علي الأسئلة الشفهية والتحريرية, وكذلك عن طريق الهاتف أو المكاتبات الواردة من الهيئات الحكومية سواء الشرطة أو المحكمة وغيرها من هيئات ومؤسسات الدولة. وكيف يتم التعامل مع الأسئلة الواردة منذ اللحظة الأولي حتي تخرج في صورة فتاوي, وما هي عدد الأسئلة الواردة يوميا؟ وما عدد الزائرين للجنة الفتوي؟ معظم الأسئلة تكون في الأحوال الشخصية والعبادات, أما المؤسسات فتسأل في المعاملات المادية, سواء تبرعات أو هبات أو هدايا وخلافه, أما عدد الأسئلة الواردة إلينا يوميا فهي كثيرة ولا تحصي, وتسجل يوميا في الدفاتر, والأسئلة نوعان شفهية وتحريرية, والفتاوي التحريرية تخرج برقم مسلسل, وعدد الزائرين يوميا أكثر من مائتي زائر, وكل عضو من أعضاء اللجنة يسجل الاسم ورقم الهاتف ونوع الفتوي يوميا. وإذا كانت الفتوي شفهية: يتوجه السائل نحو عضو اللجنة المتخصص في مجال سؤاله, ويسجل اسمه وعنوانه, ورقم الهاتف, ونوع الفتوي, ثم يسأل السائل ويقوم العضو بالإجابة عليه, وإذا كان الأمر يحتاج إلي المشورة, يقوم العضو, بمشاورة أعضاء اللجنة جميعا, حتي يجمعوا أمرهم في الإجابة علي السؤال, ويخرج السائل مستريح البال مطمئن القلب, أما إذا كانت الشكوي تحريرية, يقدم السائل سؤاله لأحد أعضاء اللجنة في ورقة مكتوبة والتسليم يكون باليد, ويقوم عضو اللجنة بمراجعة السؤال والتوقيع عليه, ثم يأخذ السائل سؤاله ويذهب به إلي الموظف المختص, فيحصل علي رقم وارد للفتوي, ثم يقوم الأعضاء ليلا بالإجابة علي جميع الأسئلة التحريرية, ومراجعتها, وفي اليوم الثاني تكتب علي جهاز كمبيوتر, ونقوم بمراجعتها مرة أخري, والتوقيع عليها, ثم يتم تسليمها للموظف المختص, ويأتي صاحب السؤال ويستلم الإجابة من الموظف, ويوقع علي الاستلام, كل ذلك العمل مجانا دون دفع أية رسوم, ويبدأ العمل من الثامنة صباحا إلي الثانية والنصف ظهرا للتعامل مع الجمهور, ثم يقوم أعضاء اللجنة بعد ذلك بالذهاب إلي الاستراحة بمجمع البحوث الإسلامية, لتبدأ عملية الإجابة التحريرية, حيث وجود المكتبة والمراجع الكبيرة. ما هي العوائق التي تواجه اللجنة في عملها؟ لا يوجد عوائق تذكر, ولكن هناك ازدحاما يوميا ومستمرا, ولذا نطالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, بأن يكون عمل اللجنة علي فترتين للتعامل مع الجمهور,(صباحية ومسائية) تيسيرا علي الناس, وتليفون لجنة الإفتاء هو.0225105819