في ظل صراع الشد والجذب المحتدم بين إيران والغرب, كشف تقرير بريطاني أمس النقاب أن لندن تعتزم ارسال أقوي سفنها الحربية إلي منطقة الخليج العربي, وهو ما تزامن مع تأكيد طهران إصرارها علي إجراء المزيد من المناورات البحرية في مضيق هرمز، مهددة بإغلاقه في حالة تعرضها للمزيد من العقوبات, الأمر الذي دفع القوي الغربية إلي وضع خطة طواريء لاستخدام الاحتياطي الاستراتيجي من البترول للتعامل مع التهديدات الإيرانية. وأوضحت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن البحرية الملكية البريطانية تعتزم إرسال المدمرة إتش إم إس ديرينج إلي منطقة الخليج في أول مهمة لها, في الوقت الذي تشهد فيه هذه المنطقة الاستراتيجية تصاعدا غير محسوب للتوترات. وأشار التقرير الصحفي إلي أن المدمرة تكلف تصنيعها مليار جنيه إسترليني, وهي مزودة بأحدث رادار بحري في العالم لديه القدرة علي تتبع تهديدات مركبة من الصواريخ والطائرات المقاتلة. وأضاف أن قادة سلاح البحرية يعتقدون بأن إرسال هذه المدمرة يحمل رسالة هامة للجانب الإيراني, نظرا لقدرات هذه المدمرة العسكرية والتكنولوجية المتطورة. وتحمل المدمرة, التي ستغادر ميناء بورتسموث الأربعاء المقبل, طاقما يضم190 فردا, حيث ستعبر قناة السويس وتدخل الخليج في وقت لاحق من الشهر الحالي لتحل محل فرقاطة من طراز23 متمركزة هناك في الوقت الراهن. وفي مواجهة التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز الحيوي أمام شاحنات البترول المتجهة غربا, سارعت الدول الغربية الكبري لإعداد خطط لاستخدام مخزونها الاستراتيجي من البترول, ليحل محل كل بترول الخليج تقريبا الذي سينقطع إذا أغلقت إيران المضيق, وذلك وفقا لمصادر دبلوماسية وصناعية غربية مطلعة. وأوضحت المصادر نفسها أن عددا من كبار المسئولين في وكالة الطاقة الدولية- التي تقدم النصح الي28 دولة مستهلكة للبترول- بحثوا يوم الخميس الماضي خطة قائمة للافراج عن حوالي14 مليون برميل يوميا من مخزون الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان ودول أخري مستوردة للبترول. ويمكن الحفاظ علي هذا المعدل لمدة شهر مما يعوض معظم كمية البترول الخام التي تمر عبر أهم قناة ملاحية في العالم والتي يبلغ حجمها16 مليون برميل يوميا وستتوقف مع أي حصار إيراني للمضيق. وكان المسئولون الإيرانيون في الأسابيع الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لعقوبات جديدة تهدف إلي إحباط البرنامج النووي الإيراني ضررا بصادرات البترول الإيرانية, الأمر الذي أشعل حربا من التهديدات بين إيران والغرب, حيث أكدت الولاياتالمتحدة- التي ينتشر أسطولها الخامس في المنطقة والتي تفوق قوتها البحرية إيران بكثير- إنها ستضمن بقاء المضيق مفتوحا, في حين حذرت بريطانيا من أن أي محاولة لإغلاق المضيق ستكون غير قانونية وستبوء بالفشل. وفي إطار المساعي الدولية للتهدئة, طالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدةإيران والقوي الغربية بحل خلافاتها حول البرنامج النووي عبر الوسائل السلمية. كما دعا نائب المستشار النمساوي ووزير الخارجية ميخائيل شبندل إيجر إلي تأجيل تنفيذ قرار الحظر علي استيراد البترول الإيراني. وأعلن إيجر أن هناك عددا كبيرا من المقترحات الأروبية تطالب بتأجيل الحظر, من شهر وحتي سنة, أما الدول التي تعتمد بدرجة كبيرة علي استيراد البترول من إيران فتطالب بفترة أكبر. وأشار الوزير النمساوي إلي أن الاتحاد الأوروبي يناقش الآن مسألة اعتماد ما يسمي بالفترة المتميزة بالنسبة لعقود البترول الايراني السارية, إذ تثير فترتها خلافات بين الدول, فبريطانيا وألمانيا وفرنسا تصر علي ألا تزيد الفترة المتميزة علي3 أشهر, بينما اليونان التي يشكل البترو الإيراني25% من استيرادها لموارد الطاقة, تطالب بألا تقل فترة تأجيل تنفيذ الحظر عن سنة. وفي رفض لأي محاولة لتخفيف التوتر في المنطقة, قلل الجانب الإيراني أمس من شأن إعلان وزارة الدفاع الامريكية أن قواتهم البحرية المتمركزة في المنطقة أنقذت13 إيرانيا احتجزوا رهائن منذ أسابيع من قبل قراصنة استخدموا سفينتهم كسفينة أم لعملياتهم. وفي فيينا, حذرت مصادر دبلوماسية في النمسا من أن إيران تقترب من إطلاق أنشطة تخصيب اليورانيوم في مخبأ في عمق الجبل, وهي خطوة من شأنها تعقيد المواجهة الخاصة بالبرنامج النووي الايراني مع الغرب. وتقول إيران منذ أشهر إنها تستعد لإجراء عمليات تخصيب اليورانيوم في فوردو- وهو موقع حصين تحت الأرض تقول إنها ستنتج فيه مواد لازمة لبرنامجها النووي السلمي- لكنها لم تبدأ بعد. وأشار مصدر دبلوماسي غربي إلي أنه من المعتقد أن إيران بدأت أواخر ديسمبر الماضي في تغذية أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم في إطار استعداداتها النهائية لاستخدام الماكينات في التخصيب.