حبس مئات الآلاف من الموظفين الأمريكيين أنفاسهم مساء أمس خلال جلسة مجلس الشيوخ قبل منتصف الليل( السادسة فجر الثلاثاء بتوقيت القاهرة) انتظارا ل معجزة إقرار مشروع الموازنة الحكومية, ومع تلاشي آمال التوصل لاتفاق في الكونجرس, أصبح من المرجح أن توقف الحكومة الأمريكية عددا من أنشطتها للمرة الأولي منذ1996 مع فشل الديمقراطيين والجمهوريين في تقريب وجهات النظر بشأن الموازنة قبل بدء العام المالي الجديد في أول أكتوبر. ويعني عدم إقرار مشروع قانون الموازنة حرمان الحكومة الأمريكية من الاستدانة وبالتالي عدم القدرة علي الوفاء بالتزاماتها, وهو ما ينعكس بشكل مباشر في منح نحو825 ألف موظف( غير أساسيين) من إجمالي مليوني موظف في الأجهزة الحكومية الأمريكية أجازة بدون راتب وغلق المتنزهات العامة. وبحسب تقرير لشبكة سي إن إن فإن سيناريو1996 تضمن تخفيض البيت الأبيض والكونجرس لموظفيهما إلي جانب تخلي وزارة الخارجية عن موظفين غير أساسيين وتم منح نصف الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع البنتاجون- أكبر جهة توظيف في الحكومة الفيدرالية- أجازة بدون راتب وتأخر صرف رواتب الجنود النظاميين لبعض الوقت, وكذلك اغلقت جميع المتنزهات والمتاحف الوطنية التي يبلغ عددها368 بما فيها متاحف الفن والتاريخ وحديقة الحيوانات في واشنطن, وفي نفس القت تعطل العمل جزئيا في إدارات التأشيرات الداخلية وجوازات السفر بالإضافة إلي توقف مراكز الابحاث الطبية عن العمل في مجال العلاجات الاختبارية. وغادر نحو18 ألفا وظائفهم في وكالة الفضاء ناسا في أجازة غير مدفوعة الأجر, بينما استمر العمل بنفس الوتيرة في أجهزة الأمن وخاصة حالات الطواريء وحرس الحدود, إلي جانب تأثر العمل في وزارة العدل ومصالح البريد الحكومية. وأشار خبراء اقتصاديون أمريكيون إلي أن عدم قدرة الحكومة الفيدرالية علي الاستدانة والحصول علي السيولة المالية اللازمة للقيام بعملها سيدفع ثمنه بشكل أساسي الموظفون في الهيئات الحكومية ومتلقو الخدمات, مما قد يثير غضب الأمريكيين تجاه إدارة الرئيس باراك أوباما بسبب فشلها في حل الأزمة داخل أروقة الكونجرس, ومن جانبه, حذر البيت الأبيض من أن وقف أنشطة الحكومة ينطوي علي مخاطر كبيرة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. ووصف أوباما الأمر بأنه إيذاء للذات.وكشفت تصريحات زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ هاري ريد عن استحالة تمرير مشروع الموازنة خلال جلسة منتصف الليل.