بعد اقتحام الإرهابي رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اريئيل شارون وقوات الاحتلال المسجد الأقصي المبارك, فهب المصلون لمنعه من الوصول إلي المصلي المرواني, وشهدت ساحات المسجد الأقصي مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعدد آخر من جنود الاحتلال.. وفي اليوم التالي, وفي جريمة مبيتة اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصي وفتحت النار علي المصلين فاستشهد تسعة فلسطينيين وأصيب آخرون.. وهكذا اندلعت انتفاضة الأقصي المباركة. تميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها التي انطلقت في التاسع من ديسمبر عام1987 بكثرة المواجهات مسلحة وتصاعد وتير الاعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي, راح ضحيتها4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا. وأما خسائر الجيش الإسرائيلي تعدادها334 قتيلا ومن المستوطنين735 قتيلا وليصبح مجموع القتلي والجرحي الإسرائيليين1069 قتيلا و4500 جريح وعطب50 دبابة من نوع ميركافا ودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية. ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدة اجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقية وأمطار الصيف والرصاص المصبوب. كانت شرارة اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي' الأسبق' أرئيل شارون إلي باحة المسجد الأقصي برفقة حراسه, الأمر الذي دفع جموع المصلين إلي التجمهر ومحاولة التصدي له, فكان من نتائجه اندلاع أول اعمال العنف في هذه الانتفاضة. أما الشارع العربي فقد تفاعل مع الانتفاضة لدرجة أن دولا لم تعرف المظاهرات مثل دول الخليج خرجت فيها مظاهرات تأييدية لانتفاضة الأقصي, وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد ما يقرب من شهر علي اندلاع الانتفاضة القمة العربية الطارئة في القاهرة. وبالمثل تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر بقمة الأقصي وخرج بيان القمة ناقما علي الكيان الإسرائيلي وناقدا لأول مرة الموقف الأمريكي المتسامح مع القمع الإسرائيلي. وأحيت الانتفاضة جوانب منسية في المجتمع العربي فعادت من جديد الدعوة إلي مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشط مكتب المقاطعة العربية وعقد اجتماعا في العاصمة السورية دمشق وإن لم يسفر الاجتماع عن كثير يذكر. كما شهدت الحركة الفنية عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصي واحتلت الانتفاضة المساحة الأكبر في أغلب الفضائيات العربية. المجتمع الدولي وحتي المجتمع الدولي خرج عن صمته وأدان الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي.