أجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا تاريخيا بنظيره الإيراني حسن روحاني حول البرنامج النووي الإيراني, فيما يعد تحولا في العلاقات المتوترة بين واشنطنوطهران. حيث تعد مبادرة أوباما أول اتصال بين البلدين منذ الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الأمريكيين عام.1979 واتفق الرئيسان علي ضرورة تسريع المحادثات بهدف إنهاء النزاع القائم حول برنامج إيران النووي المثير للجدل, كما أعربا عن التفاؤل بشأن امكانية التقارب وهو أمر من شأنه أن يحدث تحولا في منطقة الشرق الأوسط. ومن جانبه, أكد الرئيس الأمريكي إجراءه اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني, موضحا أنه تم بحث محاولات للتوصل إلي اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أوباما أنه يدرك كل الصعوبات التي تنتظره, موضحا أنه مجرد أن تكون هذه المكالمة أول اتصال بين الرئيسين الأمريكي والإيراني منذ1979 يدل علي الريبة العميقة القائمة بين بلدينا. لكنه استدرك قائلا إن المحادثة الهاتفية تدل أيضا علي إمكانية تجاوز هذا التاريخ الصعب. وأعرب عن اعتقاده أن هناك قاعدة لحل الأزمة مع طهران.وفي وقت لاحق, أكدت الحكومة الإيرانية حدوث الاتصال الهاتفي الذي أعلنه روحاني علي موقعه علي تويتر بالتزامن تقريبا مع إعلان أوباما إجراء الاتصال. وقالت الرئاسة الإيرانية علي موقعها علي الانترنت إن الرئيسين شددا علي الإرادة السياسية لحل المسألة النووية سريعا وإعداد الطريق لحل مسائل أخري إضافة إلي التعاون في الشئون الإقليمية. وأضافت أن الرئيسين اتفقا أيضا علي أن يوكل الي جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف مهمة إعداد الظروف لتعاون ضروري في أسرع وقت. وفي سياق متصل, أشار مسئول أمريكي رفيع المستوي الي أن روحاني أبدي رغبته في التحدث مع أوباما قبل مغادرة الولاياتالمتحدة. وقال إن الرئيسين تباحثا عبر مترجمين, موضحا أن طهران اتصلت بواشنطن صباح أمس الأول لترتيب هذه المكالمة الهاتفية التي استمرت نحو15 دقيقة.جاءت هذه الانفراجة في العلاقات المتدهورة بين طهرانوواشنطن في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس الإيراني أن رحلته الأولي إلي نيويورك ناجحة تماما, قائلا إنه اتخذ الخطوات الأولي من أجل تحسين العلاقة مع الولاياتالمتحدة. وذكر في مؤتمر صحفي قبل العودة إلي طهران ما حققته في هذه الرحلة, في أربعة أيام استثنائية, هي الخطوات البناءة الأولي من أجل علاقات أفضل مع الولاياتالمتحدة. وأضاف أنه لم يكن هناك وقت كاف لكل من طهرانوواشنطن للتخطيط لاجتماع بينه وبين أوباما. وأشار روحاني أيضا إلي التوترات بين إيران والغرب التي تراكمت علي مدار الأعوام ال35 الماضية والتي عقدت أية محاولات لتحسين العلاقات سريعا. لكنه قال إنه توجد بيئة مختلفة تماما حاليا نتيجة انفتاحه علي الغرب. ووصف محادثاته مع المسئولين الأوروبيين بمقر الأممالمتحدة ب الناجحة والإيجابية للغاية. وفي غضون ذلك, كشف مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية عن أن الولاياتالمتحدة كانت علي اتصال بالحكومة الإسرائيلية بخصوص المحادثة الهاتفية التي أجراها أوباما مع روحاني. وأضاف المسئول أن الحكومة الإسرائيلية لها كامل الحق في أن تتشكك في تعهدات الحكومة الإيرانية بتبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي, وأن واشنطن تنوي مواصلة إطلاع تل أبيب علي التطورات مع استمرار الاتصالات الأمريكية مع إيران. علي صعيد آخر, كشف العميد أمير علي حاجي زادة قائد قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني عن طائرة قاذفة بدون طيار قادرة علي حمل8 صواريخ ذكية. وقال حاجي إن الطائرة الإيرانية شاهد129 تلبي احتياجات البلاد بتكلفة منخفضة, كما أنها قادرة علي التحليق لمسافة1700 كيلو متر ولمدة24 ساعة, بالإضافة إلي أنها تتمتع بقابلية تجهيزها بقنابل وصواريخ ذكية.