قبل أن تتصدر الصفحات الفنية وغير الفنية تحقيقات ومقالات حول فرصتنا التي توشك علي الضياع لاختيار فيلم مصري للمشاركة في ترشيحات اوسكار2014 التي تقام في شهر مارس من كل عام.. هل هناك افلاما مصرية تستحق أن تمثل مصر في أوسكار أفضل فيلم أجنبي؟ ما انتج في الفترة التي تحددها لوائح' الأوسكار' قد لا يصلح للترشيح لأن ما أنتج كان في معظمه معدا خصيصا لشباك التذاكر, بل وكان يتم حشوها بأكبر قدر من الأغاني والاستعراضات والعبارات الخارجة التي انتشرت في شوارعنا لتجذب أكبر قاعدة من الشباب.. فباستثناء فيلم' الشتا اللي فات' لعمرو واكد الذي عرض في عدد من المهرجانات و'فبراير الاسود' و'عشم' لا يوجد في انتاجنا لعام2013 ما يصلح الا اذا كانت افلام' ساعة ونص' وبعد الموقعة' و30 فبراير' تسمح اللوائح بالمشاركة بأي منهما وهي أفلام أنتجت في عام2012 لأن اللائحة تنص علي أنه يجب أن يكون الفيلم المرشح للمشاركة من الأفلام التي عرضت تجاريا ما بين30 سبتمبر2012 و1 أكتوبر2013 كما تنص لوائح أكاديمية فنون وعلوم السينما. ومهمة اللجنة لن تكون صعبة اذا كان اي من الافلام المذكورة يصلح للدفع به وبسرعة الي المسابقة, فهي لجنة قوية وبها شخصيات علي قدر كبير من الاستنارة والوعي باهمية مشاركة مصر في حدث عالمي مثل الاوسكار في مثل هذا التوقيت اعني مارس المقبل. اللجنة تضم اسماء مهمة منهم خالد الصاوي ومحمد العدل وشريف عرفة وحسين القلا وسيد فؤاد وسمير فريد وطارق الشناوي ومسعد فودة ونهاد إبراهيم وان كانت المشكلة هي التوقيت فقد سبقنا الي الترشيح دول عربية ليست من الدول المنتجة للسينما, اذ تقدمت السعودية ولاول مرة في تاريخها بفيلم' وجدة' للمخرجة هيفاء المنصور. وان كانت اللجنة الجديدة التي سارع بتكوينها سينمائيون مع جبهة الابداع ستضعنا علي اول الطريق في الاختيار, فلا يهم اي الافلام سيتم ترشيحه, بل يكفي هنا ان تغيير المسار سيكون للاصلح وهو اسناد هذه المهمة لجهة ليست تابعة للدولة كما كان من قبل ولسنوات طويلة يقوم فيها المركز الكاثوليكي بالترشيح, وعام نتذكر ان هناك مسابقة دولية اسمها الاوسكار وعام اخر ننسي في زحام ازماتنا. ويبدو أن السينمائيين لم تتنبه الي ان هناك مسابقة دولية هي الأهم اسمها' الأوسكار' الا بعد اعلان المملكة العربية السعودية عن دخولها هذه المسابقة في فئة الفيلم الأجنبي بفيلم المخرجة المبدعة هيفاء المنصور' وجدة' الذي طافت به معظم مهرجانات العالم. وجاء ترشيح السعودية للفيلم بعد ايام من انطلاق عروضه في الصالات الأمريكية, حاصدا نجاحا تجاريا ونقديا لكونه فيلما للمملكة العربية السعودية ويرشح للاوسكار. ومالايعرفه كثيرون هو ان اعداد الفيلم ليرشح لمثل هذه المسابقة بدأ منذ عام عندما عرض في مهرجان دبي السينمائي وحصل علي دعم منه. ثم تم تنفيذ خطة عرضه تجاريا, حيث اشترطت اللجنة أن يعرض في بلده الأصلي سبعة عروض علي الأقل, وتبنت جمعية الثقافة والفنون ملف الترشح منذ البداية وحتي دخوله ترشيحات الأوسكار الأولية.