يلقي وزير الخارجية نبيل فهمي كلمة مصر خلال ساعات أماماجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها المنعقدة حاليا رقم68, وذلك وسط متابعة دولية كبري ومن المتوقع أن تركز الكلمة عليالثورة المصرية ونقل صوت الشعب المصري للمجتمع الدولي والصورة الحقيقية لها وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لها. وتأتي الكلمة في الوقت الذي دعا فيه المصريون المقيمون في الولاياتالمتحدة لمظاهرات حاشدة في أماكن بالقرب من مبني الاممالمتحدة, دعما للثورة المصرية, وذلك وسط تجاذبات بينهم وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين فشلوا في تنظيم مظاهرة دعا اليها التحالف الوطني لدعم الشرعية يوم الثلاثاء الماضي. من جهة أخري, واصل نبيل فهمي لقاءاته مع نظرائه علي هامش اعمال الجمعية حيث التقي نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة, وخلال اللقاء تم استعراض التطورات السياسية في مصر بعد ثورة30 يونيو والعملية الجارية لتنفيذ خريطة الطريق, وما تم إنجازه بالفعل بتعديل الدستور تمهيدا لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. كما التقي فهمي وزير خارجية صربيا, وتناول اللقاء العلاقات الثنائية في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين. وأعرب الوزير الصربي عن دعم بلاده لإرادة الشعب المصري, وحرصهم علي دعم العلاقات مع مصر في كافة المجالات بما يعود بالنفع علي الشعبين. وفي لقاء آخر بالسكرتير التنفيذي لمنظمة حظر التجارب النووية,شدد سكرتير المنظمة علي الدور الهام الذي تلعبه مصر في مجالات نزع السلاح بصفة عامة ومنع الانتشار النووي بشكل خاص, الامر الذي يتطلب توثيق التعاون والتنسيق المشترك بين مصر ومنظمة حظر التجارب النووية. وأعرب نبيل فهمي خلال الاجتماع عن شعور مصر بالإحباط نتيجة سياسة ازدواجية المعايير المتبعة في التعامل مع قضية منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدا ضرورة قيام كافة دول المنطقة بالتصديق علي اتفاقية حظر التجارب النووية. وطالب فهمي بضرورة انضمام كافة دول المنطقة في الشرق الأوسط لمعاهدة منع الانتشار النووي والعمل علي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل النووية اوالكيميائية اوالبيولوجية. كما التقي فهمي بنظيره الإثيوبي تادروس أدهانوم, وأكد فهمي الأهمية البالغة التي توليها مصر لقضية الأمن المائي في ظل اعتمادها الكامل علي مياه نهر النيل, مشيرا في نفس الوقت إلي حق إثيوبيا في الاستفادة من مواردها الطبيعية في تحقيق التنمية دون الإضرار بمصالح وحقوق مصر المائية. وفي إطار متصل, التقي فهمي بنظيره السوداني علي كرتي, وأكد الوزيران ضرورة العمل علي مزيد من تطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزيرين بحثا عددا من الملفات الإقليمية المهمة للبلدين وفي مقدمتها ملف مياه النيل, واتفقا علي أهمية استمرار التنسيق المشترك من جهة أخري ألقي فهمي كلمة أمام اجتماع لمجموعة ال77 والصين المنعقد علي هامش اجتماعات دورة الجمعية العامة للامم المتحدة, أكد خلالها أن ما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية وأمنية جراء حملة من الارهاب تسعي لزعزعة استقرارها وتتطلع إلي دعم كافة الدول الشقيقة والصديقة حتي تتمكن من تجاوز هذه المرحلة. كما ألقي فهمي كلمة أمام اجتماع الجمعية العامة حول نزع السلاح النووي, أوضح خلالها أن مصر تولي اهتماما كبيرا بكل ما يشكل تهديدا للدول والشعوب وللسلم والأمن الدوليين وبصفة خاصة استمرار وجود ترسانات ضخمة من الأسلحة النووية. وقال فهمي: إننا نؤكد أن الضمانة الوحيدة الحقيقية لتجنب خطورة هذه الأسلحة الفتاكة هو التخلص التام منها وهو الهدف الرئيسي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأشار إلي أن مصر سبق وأن تقدمت بمبادرة لإخلاء الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل. وأوضح فهمي أن مصر تشعر بالقلق علي منظومة نزع السلاح وعدم الانتشار التي قد تتعرض للانهيار في ظل الخلل الأمني إقليميا ودوليا, الأمر الذي دفعها للانسحاب من اللجنة التحضيرية الأخيرة لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار المقبل, متسائلا عن جدوي المشاركة في مؤتمرات المراجعة ولجانها التحضيرية طالما لا يتم في النهاية احترام ما يتم الاتفاق عليه في إطارها.