لا توجد دولة في العالم بها هذه العشوائية في طرقها سواء السريعة أو العادية من حيث البنية التحتية والخدمات شديدة السوء ولا يوجد بلد علي وجه البسيطة به هذا العدد من المطبات الصناعية التي أصبحت ضمن معالم الطرق في مصر! والغريب أن هذه الظاهرة أصبحت تمثل عبئا ليس علي المواطنين فقط ولكن علي الدولة أيضا ومع ذلك تزداد الظاهرة انتشارا حتي باتت مهددة للسلم الاجتماعي لأنها أصبحت سببا في المشاجرات بين الأهالي ناهيك عن خسائرها بفعل الحوادث. المحافظات الأسبوعي يفتح ملف دولة المطبات الصناعية في مصر ويرصد أبعاد الكارثة في أكثر المناطق والمحافظات التي تعاني هذه الظاهرة علي الرغم أن مصر كلها تعاني منها... الأسبوعي تجول في الدقهلية والإسماعيلية. لا تزال ظاهرة المطبات الصناعية العشوائية صداعا مزمنا في رأس المسئولين والمواطنين الذين يسلكون شبكة الطرق بمحافظة الدقهلية التي تمتد إلي نحو2010 كيلو مترات فمحافظة الدقهلية تحظي بكونها واحدة من المحافظات التي تمتلك اطول شبكة طرق علي مستوي مصر غير أن هذه الشبكة تعاني الامرين من وجود المئات من المطبات العشوائية التي يقيمها المواطنون امام قراهم بعيدا عن أعين المسئولين وبعيدا عن المواصفات القياسية المطلوبة مما احال حياة المواطنين الذين يسلكون هذه الطرق الي جحيم واثر بالسلب علي السيارات التي يستخدمونها في السير سواء كانت ملاكي او اجرة حيث يلجأ مواطنو كثير من القري الي اقامة مطبات صناعية عشوائية بالمونة الخرسانية مما يتسبب في أضرار بالغة بالسيارات الي جانب التسبب في التكدس والاختناقات المرورية علي الطرق. العميد نبيل عبدالعظيم مدير ادارة المرور بالدقهلية قال إن المحافظ عمر الشوادفي اصدر قرارا بتشكيل لجنة من المسئولين بالطرق والمرور والوحدات المحلية المختصة لحصر هذه المطبات وازالة المخالف منها واصلاح المطبات التي تحتاج الي تهذيب وتعجب العميد نبيل عبدالعظيم من سلوكيات الاهالي مشيرا الي ان الجهات المختصة عادة ما تقوم بازالة المطبات العشوائية غير ان الاهالي يعيدون اقامتها مرة اخري. واكد عادل السروي مدير عام الطرق بالمحافظة ان المهندس سليمان متولي وزير النقل الاسبق وقت توليه الوزارة كان قد اصدر قرارا بحظر اقامة أي مطبات علي الطرق السريعة والرئيسية والحرة التابعة لهيئة الطرق مما كان يسهل حركة المرور دون أي اختناقات كما كانت هذه الطرق لا تؤثر علي السيارات ومستقليها الا انه بعد ثورة25 يناير قام العديد من اهالي القري الموجودة علي الطرق بالمحافظة باقامة عدد كبير من المطبات العشوائية حيث بين الحصر الذي اعدته اللجنة المشكلة من قبل اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية وجود18 مطبا عشوائيا مقاما امام عدد من القري علي طريق رافد جمصة المنصورة مثل قري عصفور ووزير ومنشأة عبدالقادر وزيان والقطنة وان اهالي القري بصفة عامة عادة مايلجأون الي اقامة هذه المطبات اثر وقوع حادث طرق يروح ضحيته احد ابنائها فيقومون باقامة المطبات العشوائية بمعرفتهم وهي عادة ماتكون مطبات عالية وغير مطابقة لاية مواصفات, واشار الي ان العديد من اهالي القري يجبرون بعض السيارات المحملة بالخلطة الاسفلتية وانزالها لعمل مطب صناعي واذا لم يجدوا سيارات تحمل هذه الخلطة فانهم يقومون باستخدام المونة الخرسانية في اقامتها, لافتا الي ان هذه السلوكيات تؤثر علي تكدس واختناق حركة المرور, بالاضافة الي احداث ضرر بالغ بالسيارات خاصة تلك المنخفض منها واضاف المهندس عادل السروي ان طريقي المنصورة طناح المطرية والمنصورة محلة دمنة المطرية اكثر الطرق التي بها مطبات صناعية عشوائية تزيد علي220 مطبا اقيمت بمعرفة الاهالي مشيرا الي ان طريق المنصورة محلة دمنة دكرنس المطرية ملئ بالمنحنيات. وقال فتحي عبد العال وجلال راجح إن مديرية الطرق اقامت مطبات صناعية مثالية ومطابقة للمواصفات بطريق تيرة كفر الابحر غير ان الاهالي قاموا بازالتها بمعرفتهم وأقاموا مطبات بديلة غير مطابقة للمواصفات مما اثر علي حالة الطريق رغم انه مرصوف حديثا, وفي الاسماعيلية تعتبر من المحافظات المشهورة بوجود عدد كبير من المطبات الصناعية بها سواء داخل المدن الرئيسية او داخل القري, الي درجة ان احد الزائرين للمحافظة قال: أخشي من وجود مطبات صناعية داخل حمامات السباحة وقد يكون من المفهوم وجود هذه المطبات امام المدارس والمستشفيات حرصا علي سلامة المترددين عليها, ولكن ان يمتد الانتشار العشوائي للمطبات في الشوارع الرئيسية داخل المدينة او في الطرق الرئيسية التي تربط الاسماعيلية بمحافظات اخري مثل ما هو موجود في أول طريق الكيلو11 الصالحية القديمة, يعد من الامور غير المفهومة خاصة وانه يعرض السيارات لحوادث خطيرة يمكن ان تتسبب في ازهاق أرواح المواطنين و الي خسائر مادية في حالة عدم معرفة قائديها بوجود هذه المطبات. وفي جولة للأهرام داخل الشوارع الرئيسية بمدينة الاسماعيلية كان الشارع التجاري من الامثلة الواضحة علي الانتشار العشوائي للمطبات الصناعية وذلك في التقاطعات الرئيسية للشارع مع الشوارع الاخري القادمة من مناطق الاعلام والخامسة, كما لايختلف الحال في شارع محمد الدرة الواصل بين الشارع التجاري وشارع الكاكولا, وفي المقابل يؤكد المواطنون علي أهمية وجود هذه المطبات خاصة امام التجمعات الرئيسية حفاظا علي سلامتهم وسلامة اطفالهم فضلا عن أهمية وجودها بصورة اكبر امام المدارس, اذا علمنا ان السيارات في هذه الشوارع تسير بسرعات عالية مما يعرض حياة الاطفال للخطر بينما يري العميد محمود عطا مدير مرور الاسماعيلية ان مدينة الاسماعيلية بمداخلها ومخارجها والعشوائيات المحيطة بها يوجد بها نحو300 مطب وهو رقم رهيب قياسا بمدينة الاسماعيلية. ويشير الي ان ثقافة المواطنين أدت الي الوصول الي هذه الحالة حيث يرغب كل مواطن في اقامة مطب أمام منزله لاظهار أنه شخص قوي, ويؤكد أن لديه طابورا في ادارة المرور يسمي طابور المطبات لمواطنين يرغبون في الحصول علي تراخيص لإقامتها. ويضيف انه تتم الموافقة علي اقامة المطبات في أضيق الحدود خاصة أمام المدارس أو امام المنحنيات التي تمثل خطورة علي المواطنين وأمن الطريق, ويؤكد أنه يتم وضع علامات ارشادية قبل المطبات أو القيام بدهانها بالالوان, ولكن المشكلة ان الاسفلت من النوعيات الرديئة مما يؤدي الي ضياع الالوان بسرعة, وفي تعبير ساخر يقترح مدير مرور الاسماعيلية حلا لهذه المشكلة القيام بحرث الشوارع والعودة الي عصر الحمير والبغال والجمال مرة اخري ويشير الي اننا لم نسمع في يوم من الايام انه قد حدث تصادم بين حمارين في شارع.