في ظاهرة تثير دهشة كل سكان القدس و الأراضي العربية المحتلة تفرغ الشيخ رائد صلاح رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل للهجوم المباشر علي مصر والشعب المصري ليل نهار تحت اسم دعم الشرعية ومناصرة الرئيس المعزول محمد مرسي وحول المسجد الأقصي المبارك إلي ساحة لتوجيه الشتائم والسباب للجيش المصري في حين ترك المستوطنين الإسرائيليين يمرحون في ساحات الحرم القدسي ويدنسونها بدون أي مقاومة او حتي معارضة لفظية. ففي ظاهرة تعد الأولي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أدار الشيخ رائد صلاح ظهره للإحتلال الإسرائيلي وكرس كل جهده وجهد حركته التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وتشكل الفرع الإسرائيلي لحركة حماس في مهاجمة الجيش المصري والفريق عبدالفتاح السيسي ووصف الجيش المصري بجيش الخونة وبدأ في حملة مسعورة لإتهام الجيش المصري بأنه ينوي مهاجمة غزة لمصلحة إسرائيل التي يحمل هو شخصيا جنسيتها. وجاءت آخر الممارسات المرفوضة من الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الماضي عندما أستغل رائد صلاح مؤتمرا جماهيريا في مدينة أم الفحم العربية بشمال إسرائيل بهدف نصرة الأقصي لتكرار هجومه علي مصر وجيشها مدعيا أن ماحدث في30 يونيو هو إنقلاب لصالح إسرائيل والطريف أن هجوم زعيم الاخوان الاسرائيليين علي مصر وجيشها جاء بعد يومين فقط من قيام المستوطنين الاسرائيليين باقتحام المسجد الأقصي علي دفعات لإحياء طقوسهم الدينية بالتزامن مع ما يسمي عيد العرش اليهودي, بحماية من الجيش الاسرائيلي وشرطته من جهة باب المغاربة, وقاموا بإغلاق أبواب الجامع القبلي بالسلاسل الحديدية, والاعتداء علي المرابطين والمصلين بالهراوات والغازات موقعين عشرات الإصابات, كما أفرغوا المسجد من كل المصلين والمرابطين وحتي رؤساء الأقسام فيه لساعة كاملة, ومنعوا الفلسطينيين من دخوله وسمحوا لليهود باقتحامه وإقامة صلواتهم وحلقات الرقص في باحاته, في سابقة خطيرة لم تحدث منذ45 عاما. واعتبر المحللون السياسيون أن ماحدث يوم الأربعاء الماضي من تدنيس غير مسبوق للأقصي يعود إلي قيام رائد صلاح مدفوعا من الاخوان المسلمين وحماس بحرف بوصلة المقاومة في اتجاه مصر. وفي الوقت ذاته أخلت18 عائلة مقدسية يبلغ عدد أفرادها نحو150 شخصا, منازلها داخل البلدة القديمة بمدينة القدس وذلك لحدوث تصدعات كبيرة في جدرانها بسبب الحفريات الإسرائيلية في المنطقة التي تبعد عن المسجد الأقصي بضعة أمتار. وأشار ناشط فلسطيني إلي أن المنازل المتضررة تقع بالقرب من المسجد الأقصي, حيث تقوم السلطات الإسرائيلية بإجراء حفريات فيه, كما أنها تقع بالقرب من بؤرة استيطانية ينشط أفرادها من المستوطنين بإجراء الحفريات أسفل المنازل العربية ومحيط المسجد الأقصي مما أدي إلي حدوت تشققات في تلك المنازل. ومن ناحيته أكد رئيس المحكمة العليا الشرعية, رئيس المجلس الأعلي للقضاء الشرعي في فلسطين, الشيخ يوسف إدعيس, أن المسجد الأقصي يعاني من الاعتداءات اليومية من قبل اليهود الذين يدنسونه من خلال الاقتحامات المتكررة لساحاته وباحاته ومواصلة الحفريات أسفله, إضافة إلي منع المصلين المسلمين من أداء شعائرهم الدينية فيه. وحذر إدعيس من أن: سلطات الاحتلال تستغل الظروف الراهنة, التي تمر بها المنطقة العربية لتنفيذ مخططاتها الرامية إلي تهويد القدس ومقدساتها وتهجير سكانها الأصليين, مشيرا إلي أن صناع القرار الصهيوني يعتبرونها لحظة تاريخية وفرصة ذهبية للانفراد بالعاصمة المقدسة وأقصاها داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلي القيام بدورهم المنوط بهم في الدفاع عن المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصي المبارك. ويأتي تحذير إدعيس بعد مشاورات في الكنيست لتمرير مخطط إستيطاني جديد, علي شاكلة ما نفذ بشكل خطير في الخليل, حيث الحرم الإبراهيمي الشريف, ليكون النموذج الآخر في الأقصي تمهيدا لمشروع الهيكل المزعوم, ذلك بعد أن تحول حائط البراق إلي منطقة إسرائيلية يمنع دخول الفلسطينيين إليها. جاء هذا التحذير في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة هاآرتس مؤخرا, عن أن جمعية يهودية كشفت عن صورة ومجسم لمشروع بناء معبد يهودي في المسجد الأقصي. وأشارت الصحيفة إلي أن هذا المشروع الصغير هو مقدمة للمشروع الكبير, المتمثل في بناء الهيكل المزعوم علي أنقاض المسجد الأقصي المبارك.