حالة من الفوضي تشهدها الساحة السياسية التي تموج بكثير من الأحزاب التي لا يعرف المجتمع منها إلا بعض أحزاب لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. ولعل هذه الأحزاب التي تأسس معظمها بمجرد الإخطار تستدعي إعادة النظر في قواعد انشائها وإعادة ترتيب أوضاعها بشكل كامل بحيث لا تركز علي مطالب استبعاد الأحزاب ذات المرجعية الدينية فقط, ولكن استبعاد الأحزاب التي لا تملك رصيدا سياسيا لدي الجماهير. فقد أرجع الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش حالة الفوضي العارمة التي تشهدها الساحة السياسية حاليا إلي انتشار عدد كبير من الأحزاب التي ظهرت بعد ثورة25 يناير, وقال ان لدينا أكثر من90 حزبا علي الورق بعضها أسس بتوكيلات مشتراه لانشائها. وأوضح درويش أن القاعدة العامة في قانون الأحزاب والتي لم تطبق منذ صدوره تؤكد حظر انشاء وقيام الأحزاب علي أساس ديني أو عرقي مطالبا بوضع شروط وقيود جديدة علي انشاء الأحزاب وتوفيق أوضاع الأحزاب القائمة حاليا علي الساحة أو إلغائها. وقال الفقيه الدستوري الدكتور شوقي السيد انه لا يجوز انشاء وتأسيس أحزاب علي أساس مرجعية دينية متفقا في الرأي مع الدكتور درويش و موضحا ان هذا النص موجود فعلا في الدستور الجديد, وأنه وفقا لذلك النص فان جميع الأحزاب الإسلامية ذات المرجعية الدينية وعلي رأسها حزبا الحرية والعدالة والنور وغيرهما ستستبعد من الحياة السياسية وهذا أمر حتمي ما لم توفق أوضاعها. وأشار نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع إلي أن التعددية السياسية كان المقصود بها السماح بتشكيل أحزاب لا تستند إلي مرجعية دينية. وأكد دور الجماهير في تحجيم عدد الأحزاب السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية فهي التي تمنح الأحزاب الحياة أو تحكم عليها بالفناء وذلك بتجاهل الأحزاب الهزيلة وغير الجادة والتي لا تمثل جماهيرية حقيقية بحيث لا يبقي في ذاكرة الأمة سوي الأحزاب التي أثبتت وجودها وحصلت علي ثقة قطاعات عريضة من الجماهير. وطرح ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل فكرة تقليص عدد الأحزاب بإنشاء تحالف للأحزاب المتقاربة فكريا وصولا إلي عملية الاندماج بحيث يصبح لدينا من5 إلي9 أحزاب علي أقصي تقدير.وقال إن الدستور الجديد سينهي الجدل حول اشكالية الأحزاب ذات المرجعية الدينية. ومن جهته أكد جورج إسحاق القيادي البارز بحركة كفاية انه يجب الالتزام بقواعد عامة عند انشاء الأحزاب وعلي رأسها فصل الدين عن السياسة وقال إسحاق لا نحتاج إلي قوانين جديدة للأحزاب مؤكدا أن الشعب هو القادر علي تصفيتهم في المرحلة المقبلة.