هل تستطيع اسرائيل إفشال محاولات التقارب بين طهران وواشنطن التي تعددت اشاراتها منذ انتخاب الرئيس الايراني الجديد روحاني. ابتداء من الرسائل المتبادلة مع الرئيس الامريكي أوباما,إلي اظهار رغبة طهران في تسوية سلمية للملف النووي, ومساندة إيران للاقتراح الروسي بوضع مخزون الاسلحة السورية الكيماوية تحت الرقابة الدولية, وتكرارها الحديث عن إمكانية الموافقةعلي وقف اعمال تخصيب اليورانيوم في معامل فوردو القريبة من منطقة قم؟! والوضح من هذه الاشارات أن إيران تعبت من الاثار المتزايدة للعقوبات الغربية علي اقتصادها الوطني الذي يعاني من التضخم وانخفاض سعر العملة, وهبوط الموارد وانحسار معاملاتها البترولية, وأنها ترغب في تسوية سلمية لأزمة الملف النووي تحفظ ماء وجهها وتغير مناخ علاقتها الدولية, خاصة أن هذا التوجه لا يلقي الآن اي ممانعة من جانب المرشد الاعلي خامنئي الذي يمسك بكل خيوط السلطة, وله وحده القول الفصل في جميع القضايا الاستراتيجية. وثمة ما يشير إلي لقاء متوقع بين الرئيس الامريكي أوباما والرئيس الايراني روحاني علي هامش اجتماعات الاممالمتحدة قبل نهاية هذا الشهر, وربما يمهد هذا اللقاء لاجتماع ثلاثي يشارك فيه الرئيس الروسي بوتين في محاولة لانجاز تسوية سلمية لهذه الازمة, وأكثر ما تخشاه إسرائيل ان يستجيب اوباما لطلب إيراني يحفظ ماء وجهها, ويعطيها الحق في تخصيب كميات جد محدودة من اليورانيوم تحت اشراف ومراقبة دولية, وهو أمر لاتحظره اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية, ولهذا السبب يتشدد رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو مطالبا بضرورة وقف كل اعمال التخصيب, واغلاق جميع المنشآت النووية, واخراج كميات اليورانيوم المخصبة خارج إيران, املا في أن ترفض إيران هذه الشروط, وتبقي حالة التوتر الراهن التي تعتقد أسرائيل أن استمرارها ضروري لخدمة أهدافها ومشروعاتها في الهيمنة والتسلط. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد