استمرت الخلافات أمس بين القوي السياسية الداعمة لخريطة الطريق حول أسبقية إجراء الانتخابات الرئاسية علي البرلمانية أو إجرائهما معا, في وقت ظهر طرح رابع يطالب بإرجاء هذه الإشكالية لحين الانتهاء من كتابة الدستور, علي أن يتم تحديد أولوية الرئيس علي البرلمان, وفقا لطبيعة النظام السياسي. ورأي أنصار هذه الطرح الرابع, ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا حال كان النظام رئاسيا أو يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات كبيرة علي حساب البرلمان. وطالب هيثم الخطيب القيادي بحزب الدستور واتحاد شباب الثورة, بتأجيل الجدل الدائر حول هذه المسألة, لحين حسم شكل الدولة وصلاحيات الرئيس في الدستور الجديد. غير أن الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي, حذر من وقوع البلاد في خطر تضخم سلطات الرئيس, حال أجريت الانتخابات الرئاسية أولا, علي الرغم من إيجابية ذلك علي صعيد استقرار البلاد. ورأي نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع أن إجراء الانتخابات البرلمانية بينما يجلس في مقعد الرئاسة رجل ينتمي إلي القضاء المصري الشامخ( في إشارة للرئيس عدلي منصور), يضمن نزاهة العملية الانتخابية. وطالب محمد عطية عضو المكتب السياسي ل تكتل القوي الثورية, بإجراء الانتخابات البرلمانية أولا, كي يأتي بعدها الرئيس المنتخب وهو علي علم بحدود وفلسفة سلطاته, علي حد قوله. في المقابل قالت هبة ياسين المتحدثة باسم التيار الشعبي المصري, إن التيار سبق وأن تبني مقترح إجراء الانتخابات الرئاسية أولا وطرح ذلك علي الحكومة خلال لقاء حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والقيادي بجبهة الإنقاذ مع أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية مؤخرا. ورأت ياسين في تصريح ل الأهرام أن الهدف من اجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية يهدف إلي عدم إطالة أمد الفترة الانتقالية وتعطيل خارطة الطريق, مشيرة في هذا الصدد إلي أن الجماهير المصرية التي خرجت يوم30 يونيو كان مطلبها الأساسي هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورحب عصام شعبان القيادي في تنسيقية30 يونيو بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية, مؤكدا ضرورة وجود رئيس مدني منتخب يدير البلاد مع الحكومة الانتقالية, ثم إجراء انتخابات برلمانية يليها اختيار الحكومة الجديدة بعد إقرار الدستور المصري الجديد. وقال شعبان إن وجود رئيس مدني منتخب سريعا سيكون ردا علي ما يقال إن مصر تدار بالحكم العسكري الآن. وقالت الدكتورة مني مكرم عبيد النائبة السابقة, إنها تفضل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية, بالنظر إلي أن الانتخابات البرلمانية ستأخذ وقتا طويلا, وهو ما يستدعي سرعة إجراء الانتخابات الرئاسية حتي يحدث نوع من الاستقرار السياسي, ورأي الدكتور أحمد جمال الدين موسي رئيس حزب مصر, عدم وجود مبرر لتعديل التسلسل الزمني الوارد في خريطة الطريق. وطالبت مي وهبة عضو المكتب السياسي لحملة تمرد, بعدم التعجل, في إجراء الانتخابات الرئاسية, مؤكدة دعم حملتها لخريطة الطريق. وأشارت إلي أن تمرد تجري حوارا حاليا داخل مكتبها التنفيذي حول إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية معا.