كشفت السلطات الأمريكية أمس النقاب عن تفاصيل الهجوم المسلح علي مبني البحرية الأمريكية في واشنطن الذي أودي بحياة12 شخصا بالإضافة إلي منفذ العملية وإصابة8 آخرين ووفقا للسلطات الأمريكية فإن منفذ الهجوم آرون ألكسيس كان متعاقدا في البحرية الأمريكية قبل فصله في عام2011 ويعاني من اضطرابات نفسية وأنه نفذ الهجوم منفردا. وجاء هذا التوضيح متناقضا مع تصريحات أولية أمس الأول بشأن مشاركة شخصين آخرين للمهاجم الرئيسي احدهما ببشرة سوداء في الخمسينيات من عمره والآخر رجل أبيض. وأوضحت الصحف الأمريكية والمصادر الرسمية أن ألكسيس(34 عاما) كان يعمل في مجال المعلومات مع شركة هويليت باركارد( إتش بي) في مبني مشاة البحرية الأمريكية المارينز خلال الفترة من2007 إلي2011 قبل فصله عن العمل بسبب مخالفات تتعلق بالانضباط وسوء السلوك. وفيما فشلت السلطات الأمريكية في الكشف عن دوافع ألكيسس الذي لقي مصرعه خلال الهجوم, تحدث مكتب التحقيقات الفيدرالية إف بي أي عن أن منفذ الهجوم سبق واعتقلته الشرطة في مدينة سياتل عام2004 بعد قيامه بإطلاق النار علي إطارات شاحنة بجوار منزله ووقتها علل تصرفه بأنه لم يكن في وعيه نتيجة صدمة عصبية ونوبة غضب ترجع لقربه من موقع هجمات11 سبتمبر2001 الإرهابية. ووفقا لتقارير إعلامية فإن إلكسيس يعتنق الديانة البوذية ويتحدث اللغة التايلاندية وشارك في عمليات الإنقاذ خلال هجمات11 سبتمبر. وعمل لفترة طويلة في مجال تقنية المعلومات. وعزا شهود عيان الهجوم إلي شعور إلكسيس بالغضب تجاه الجيش والحكومة الأمريكية نتيجة فصله من العمل وهو الأمر الذي نفاه أحد رفاقه السابقين في السكن, مشددا علي أنه كان هادئا ولا يكن كراهية تجاه المؤسسة العسكرية الأمريكية, مستبعدا في الوقت نفسه أن يكون هو منفذ الهجوم, فيما استبعد رئيس بلدية واشنطن فنسنت جراي أن يكون العمل إرهابيا. وبحسب السلطات الأمريكية فإن ألكسيس دخل إلي المبني197 التابع للبحرية الأمريكية في واشنطن ببطاقة هويته كمتعاقد عسكري سابق. ونجح منفذ الهجوم في المرور من البوابة الرئيسية حاملا الأسلحة بسبب عدم وجود جهاز للكشف عن المعادن. وبعدها صعد للدور الرابع, حيث بدأ في إطلاق النار بشكل عشوائي علي الموجودين بالكافيتريا بالدور الأول باستخدام بندقية شبه أوتوماتيكية ومسدس وبندقية أخري. وسياسيا, دفع حادث اطلاق النار برلمانيين أمريكيين مؤيدين لتعزيز قوانين بيع الأسلحة النارية الي التعبير عن غضبهم. وقالت عضوة مجلس الشيوخ الديموقراطية ديان فينشتين إنهيجب أن يتوقف الكونجرس عن التنصل من مسئولياته وأن يواصل نقاشا معمقا حول العنف الناتج عن الاسلحة النارية في هذا البلد. وكان الطبيب النفسي في الجيش الامريكي قد فتح النار في2009 علي عسكريين في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس مما أدي الي مقتل13 شخصا. واستلهم حسن مواقفه من تنظيم القاعدة وحكم عليه بالاعدام في أواخر أغسطس الماضي. وأشارت فينشتين إلي أن هذا الحادث الجديد يضاف إلي سلسلة طويلة من المجازر وقعت عندما يكون شخص مختل عقليا أو قاتل يريد تصفية حسابات شخصية وقادرا علي الحصول علي أسلحة بما في ذلك بنادق هجومية من النوع العسكري ويقتل العديد من الأشخاص في وقت قصير. ومن ناحيته, قال عضو مجلس النواب جاي روكفلر إنها سابع عملية اطلاق نار منذ2009 وهذه الحوادث المتكررة تفرض علينا أن نوليها اهتمامنا. وتزامنا مع هجوم البحرية الأمريكية, قد أغلقت السلطات الطرق المؤدية إلي البيت الأبيض مساء أمس الأول بعد إشعال رجل مفرقعات خارج المبني بعد الاشتباه في إمكانية حدوث إطلاق نار قرب البيت الأبيض بسبب صوت المفرقعات.