هز انفجار ضخم مبني فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي شرق ليبيا فجر أمس ملحقا أضرارا مادية جسيمة بالمبني والمباني المجاورة له, وفقا لمصادر أمنية وشهود عيان. ويتزامن الانفجار مع الذكري الاولي للهجوم علي القنصلية الاميركية الذي تسبب في مقتل أربعة اميركيين بينهم السفير, والذكري ال12 لهجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 علي الولاياتالمتحدة. وقال مصدر أمني ان سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة التي إن تي بجانب مبني الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر في مدينة بنغازي انفجرت مخلفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة.وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه أن الاضرار المادية الجسيمة لحقت بمبني فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين, وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي دون اعطاء المزيد من التفاصيل.ولم تتوفر لدي المصدر الامني معلومات حول خسائر بشرية, لكن شهود عيان اكدوا ان عددا من المواطنين جرحوا جراء الانفجار.وقال مصدر ليبي مسئول إن الذين ارتكبوا هذا الهجوم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها أن السفارات ليست آمنة في بنغازي.ودمر الانفجار جزءا كبيرا من المبني وتسبب في أضرار واسعة النطاق لمقر محلي للبنك المركزي متاخم لمبني الوزارة. وقال مدير فرع المصرف في بنغازي عبد القادر محمد إن الحادث سجل إصابة أحد عناصر الأمن الذين كانوا متواجدين في المصرف بجروح بسيطة, مؤكدا حدوث اضرار مادية في مبني المصرف وعدد من المباني المجاورة. ومن ناحية أخري,أكدت الدول الأربع الكبري في بيان صحفي مشترك نشرته صفحة سفارة الولاياتالمتحدة في طرابلس أمس دعمها لما قالت إنها جهودرئيس الوزراء علي زيدان وحكومته لحل مشكلة تعطل صادرات الطاقة في ليبيا سلميا وبأسرع وقت ممكن. يأتي ذلك في وقت, قررت الهيئة العليا لحزب العدالة والبناء, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, تفويض محمد صوان رئيس الحزب للتعامل مع الانسحاب من الحكومة أو البقاء بها, علي أن يتحدد ذلك في غضون أسبوع. وقالت مصادر إن الاجتماع الذي عقدته الهيئة بالعاصمة الليبية طرابلس أول أمس أسفر عن إصدار قرارات تتمثل في تفويض فريق الأزمة داخل الحزب بتحديد موقف الحزب من حكومة علي زيدان خلال أسبوع, مشيرة إلي أنها درست خلال الاجتماع ثلاثة احتمالات تتمثل في انسحاب أو بقاء وزراء الحزب بالحكومة أو بقائهم بشروط. وكشفت المصادر النقاب عن أن هذه الشروط تتمثل في الطلب من زيدان بضرورة العمل علي استكمال ملفات بناء الجيش والشرطة والأمن في كل المدن والمناطق الليبية. وفي غضون ذلك, خرج بشير الكبتي المراقب العام لإخوان ليبيا عن صمته واعتبر أمس أن هناك حالة من شبه الإجماع الوطني في ليبيا علي أن رئيس الحكومة علي زيدان لا يصلح لهذه المرحلة, معلنا أن الحوار والنقاش الآن يتركز في البحث عن البديل الذي سيخلفه.وقال الكبتي إن مطالبتهم بإقالة حكومة زيدان جاءت منذ فترة طويلة لعدة أسباب, أهمها الفشل في إدارة ومعالجة الملف الأمني, معتبرا أنه لا يوجد أي رابط بين تصاعد تلك المطالب وزيارة زيدان الأخيرة للقاهرة ولقاءاته مع الإدارة المصرية الجديدة. واشار الكبتي: نحن نتكلم عن رأي عام بالشارع يري أن هذه الحكومة فاشلة ويجب أن ترحل, مشيرا إلي أن جماعة الإخوان المسلمين لم ترشح أحدا لخلافة زيدان. وأضاف: نطالب بشخصية وطنية مستقلة تستطيع أن تقوم بالمهمة بغض النظر عن انتمائها.وردا علي تصريحات زيدان بأن الإخوان اعترضوا عليه منذ توليه مهام منصبه في شهر نوفمبر الماضي, قال الكبتي: هذا غير حقيقي, وزيدان يخلط بطريقة غير موضوعية بين الإخوان وحزب العدالة والبناء. نعم لم يكن زيدان مرشح العدالة والبناء, ولكن نحن كإخوان لم يكن لنا رأي فيه, وعندما وصل إلي المنصب تمنينا له التوفيق, ولم نطالب بإقالته إلا بعد حادث الهجوم علي دروع ليبيا ببنغازي منذ أربعة أشهر, الذي راح ضحيته50 شخصا, وطالبنا بإجراء تحقيق حول الحادث دون اتخاذ أي إجراء بشأنه حتي الآن. ونفي أن يكون سقوط الإخوان بمصر قد أصابهم بحالة من التخبط.وسخر مما يتردد عن اتفاق مشترك كان موجودا بين فرعي تنظيم الإخوان في مصر وليبيا حول أن تكون الأخيرة هي الخزينة الممولة لكل مشاريع الإخوان بمصر, وأن هذا الاتفاق جري وأنجز خلال زيارة خيرت الشاطر نائب مرشد إخوان مصر لطرابلس منذ عدة شهور.