أدت موافقة دمشق علي الإقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية إلي تطورات كبيرة في قضية توجيه ضربة عسكرية لسوريا, حيث لقي العرض الروسي ترحيبا حذرا حتي من مؤيدي الضربة العسكرية, واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه قد يشكل اختراقا كبيرا. وندد الإئتلاف الوطني السوري المعارض بالإقتراح الروسي, معتبرا إياه مناورة سياسية لإضاعة الوقت, وأنها تصب في باب المماطلة غير المجدية والتي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري, واتهم رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس موسكوودمشق ب الكذب والخداع في المبادرة لتجنب الضربات الغربية. وحذر ادريس الأمريكيين من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل.وقال أطلب من الأصدقاء ألا ينخدعوا وألا يتراجعوا عن هذه الضربات. وفي غضون ذلك, صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس بأن بلاده ستقدم مشروع قانون لمجلس الأمن الدولي يطالب سوريا بكشف الحقيقة حول أسلحتها الكيمائية, وإلا واجهت عواقب شديدة الخطورة. وأعلن فابيوس أن مشروع القرار الفرنسي الذي سيطرح علي مجلس الامن الدولي ملزم وينص علي وضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة وتفكيكها.وقال فرنسا ستعرض علي شركائها في مجلس الأمن الدولي خلال ساعات مشروع قرار دولي تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة في حال عدم تطبيق الالتزامات الواردة فيه. وأضاف أن الهدف هو المطالبة ب توضيح البرنامج السوري للأسلحة الكيماوية وأن تضعها دمشق تحت الرقابة وأن تفككها تحت اشراف منظمة حظر الاسلحة الكيماوية.واعتبر فابيوس أن روسيا تقدم لنفسها مخرجا من خلال اقتراح وضع الترسانة الكيماوية للنظام السوري تحت إشراف دولي. وأضاف فابيوس أن الروس, في بادئ الامر, انكروا وجود مخزون أسلحة كيميائية في سوريا, ثم انكروا حصول مجزرة بالاسلحة الكيماوية. لقد تطوروا. حسنا. وعزا الوزير الفرنسي هذا الانعطاف الي حزم الغربيين ورغبة موسكو في أخذ مسافة عن دمشق. وبينما أرجأ مجلس الشيوخ الأمريكي تصويتا كان مقررا اليوم الأربعاء بشأن توجيه ضربة لسوريا, صرح أوباما أن الاقتراح الروسي قد يكون يشكل اختراقا كبيرا, ويشكل بالتأكيد تطورا إيجابيا, وقال في الوقت ذاته إنه غير واثق بالحصول علي دعم الكونجرس في شأن استخدام القوة العسكرية في سوريا, وذلك في مقابلة مع شبكة إن بي سي.وأضاف أن فكرة تخلي النظام السوري عن السيطرة علي أسلحته الكيماوية ربما تشكل فرصة نجاح, وأوضح أن فكرة وضع مخزون الكيماوي تحت رقابة دولية هي أمر سنبحثه بدقة خلال الأيام القليلة المقبلة, لكن علينا التشكيك لان هذا ليس الأسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين, وقال لشبكة فوكس اذا كان بوسعنا بذل هذه الجهود الدبلوماسية والخروج بآلية قابلة للتطبيق للتعامل مع هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا, عندها فإنني أؤيد ذلك تماما, وحذر من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري. لكن المراقبين يرون أنه بموافقته علي بحث المبادرة الروسية ارجأ التحرك المحتمل. ومن جانبه, قال توني بلينكن نائب مستشار الامن القومي الأمريكي ان واشنطن ستتشاور مع روسيا حول الخطة, الا أنه أعرب عن شكوكه في النوايا السورية. وأضاف سنرحب بقرار وتحرك من سوريا للتخلي عن اسلحتها الكيميائية, مؤكدا سندرس بدقة هذا المقترح.إلا أنه اضاف ان سجل سوريا حتي الآن لا يوحي بكثير من الثقة. وصرح بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي لشبكة ام اس ان بي سي ان واشنطن لن تخفف الضغوط علي دمشق وانها حذرة من ان تكون هذه عملية مماطلة. وفي تطور آخر, قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده تعمل علي خطة فعالة ومحددة لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية وتناقش التفاصيل مع دمشق. وأضاف, أن الخطة ستعرض علي دول أخري قريبا وأن الاقتراح الذي أعلنه أمس الأول ليس روسيا محضا ولكن نبع من اتصالات مع الولاياتالمتحدة. وقد أعرب حلفاء واشنطن الاوروبيون عن الموقف ذاته اذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات, ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي إزالة اسلحة سوريا الكيماوية تحت إشراف المنظمة الدولية.حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن وضع المنشآت الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية من شأنه المساهمة في وقف العنف. وانضم كاميرون إلي الدعوات لسوريا بتسليم أسلحتها الكيماوية, وقال إنه يجب تشجيعها علي وضع ترسانتها من الأسلحة النووية تحت إشراف دولي.وأضاف أنه من الواضح أن ذلك سيكون خطوة إلي الأمام. ومن جانبها, اعتبرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان اقتراح روسيا بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت مراقبة دولية مثير للاهتمام, مكررة رفضها التام لأي تدخل عسكري في سوريا. وفي طهران, أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية ان ايران ترحب بالمبادرة الروسية لوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت اشراف دولي. وقالت نرحب بمبادرة روسيا الرامية الي منع اي عمل عسكري ضد سوريا. في حين, قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوي إنه يجب النظر بمزيد من الشكوك إلي موافقة سوريا علي الاقتراح الروسي القاضي بمراقبة الأسلحة الكيماوية الموجودة بحوزة سوريا. وفي عمان, كشفت تقارير إخبارية أمس أن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور تحدث خلال لقاء غير رسمي مع أعضاء البرلمان مساء أمس الأول عن انطباعات سياسية لدي صناع القرار بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتراجع عن عملية عسكرية لضرب سوريا.