تعيش محافظة جنوبسيناء حالة من الازدواجية حيث نجد هناك قري تعيش تحت خط الفقر تمثل60% من مساحة المحافظة ولا يجد قاطنوها قوت يومهم وقري أخري يعمل قاطنوها في قطاع السياحة والاستثمار رغم أن جميعها تقع في وسط جنوبسيناء. وتعد من أبرز مناطق الأمن القومي ويعتبر قاطنوها هم خط الدفاع الأول عن مصر من بوابتها الشرقية حيث فشلت الأنظمة السابقة وتقاعست فعليا عن تحويلها لمناطق منتجة وقري نموذجية. في البداية أكد مجدي عزت مدير عام إدارة تنمية القرية بديوان عام محافظة جنوبسيناء أن المحافظة تنقسم إلي قسمين هما ساحل خليج السويس ويضم مدن رأس سدر وأبو زنيمة وأبو رديس وسانت كاترين وطور سيناء وساحل خليج العقبة ويضم مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا. وتضم المحافظة14 قرية صغيرة يقع في نطاقها314 تجمعا بدويا وتقع القري الأكثر فقرا في نطاق ساحل خليج السويس الذي يمثل حوالي60% من مساحة المحافظة البالغة30 ألف كيلومتر مربع وذلك نظرا لافتقارها لحركة التوافد السياحي واعتماد الدولة عليه بشكل مباشر وأساسي دون الأنشطة الأخري ورغم أنه قطاع هش يتأثر بالأحداث السياسية محليا وعالميا وعدم وجود أنشطة تجارية أو صناعية أو استثمارية تستطيع أن تسهم في إيجاد فرص عمل لقاطني تلك القري وأسرهم لذلك يعتمد قاطنوها علي العمل في قطاع رعي الأغنام والماعز والإبل والزراعة البدائية البسيطة لمساحات محدودة من الأراضي التي تقع في حيازتهم بنظام وضع اليد وليس التمليك ونتيجة لذلك فإن التوسع في مساحات الرقعة الزراعية أمر غاب عن مسئولي الأنظمة السابقة طيلة فترة حكمهم مما أسهم في زيادة معدلات البطالة بالمحافظة التي لا يتعدي سكانها170 ألف نسمة. وأشار مدير إدارة تنمية القرية إلي أن قري رأس مسلة وأبو صويرة والمالحة التابعية لمدينة رأس سدر يقطن بها8839 نسمة وقريتي غرندل والرملة التابعتين لمدينة أبو زنيمة يقطن بهما2667 نسمة وقرية وادي فيران التابعة لمدينة أبو رديس التي يتبعها44 تجمعا بدويا يقطن بها4999 وتعد أكبر القري البدوية من حيث التعداد السكاني وقريتي الطرفة ووادي السعال التابعتين لمدينة سانت كاترين يقطن بهما6653 نسمة ويتبعهما31 تجمعا بدويا أما قرية الوادي والجبيل بطور سيناء فيقطن بهما6579 نسمة ويتبعهما17 تجمعا بدويا. ومدينة شرم الشيخ فلا يوجد بها قري خاصة بعد اعتماد منطقة الرويسات حي ضمن أحياء المدينة كما لا يوجد بمدينة دهب أي قري لكن يوجد بها وديان مثل مجيرح وقني وزغرة وجميعها تعتمد علي العمل في قطاع السياحة وإن كان خلال هذه الفترة يمثل قطاع السياحة أزمة طاحنة للعاملين به إلا أن حال قاطني المدينتين وتوابعهما أفضل حالا من قاطني المدن الأخري الذين كلما يجدون قوت يومهم بصعوبة بالغة وإلا اتجهوا للأعمال غير المشروعة لإعاشة أسرهم الفقيرة والمحرومة. أما قريتا الشيخ عطية والمزينة التابعتان لمدينة نويبع فيقطن بهما4297 نسمة ويتبعهما22 تجمعا بدويا وعلي الرغم من أن الدولة خلال السنوات الماضية وفرت البنية الأساسية من إسكان ومرافق ومدارس ووحدات صحية ونقاط إسعاف طبية في عمق الصحراء لقاطني تلك المناطق فإنها تقاعست كثيرا عن توفير المشروعات الاستثمارية والزراعية والتجارية لهم التي من المفترض أن ترفع من دخل الأسر لكن مازال هناك بارقة أمل بعد قرار تشغيل المنطقة الصناعية بأبو زنيمة بعد أن توقفت عن العمل عدة سنوات بسبب عدم إدخال المرافق لها ومن ثم استغلال كل المقومات التعدينية والمحجرية بها التي يمكنها استيعاب كل قاطني جنوبسيناء مما يحد من البطالة السائدة بالمجتمع السيناوي. وأوضح أن هناك محاولات عديدة من المسئولين بالمحافظة لتوفير فرص العمل للشباب في قطاعات الزراعة والبترول والكهرباء وشركات التعدين حيث تم توزيع أكثر من520 صوبة زراعية علي قاطني القري الفقيرة وتم امدادهم بالبذور والأسمدة بالمجان لتشجيعهم علي الزراعة أملا في تحويل تلك القري الي قري منتجة من خلال حفر عدد من آبار المياه الجوفية والبدء في تمليك أراض صالحة للزراعة بحيث يحصل كل مجموعة شباب علي5 أفدنة لكن مازالت المحافظة تعيش حالة من البطالة نتيجة لعدة أسباب أبرزها العادات والتقاليد والموروث الثقافي الخاطئ الذي يحتاج إلي تغييره عندقاطني تلك المناطق.