سيطرت حالة من الاستياء الشديد علي الأوساط السياسية والأمنية في مصر, اثر تسريب تفاصيل الاجتماع الاستخباراتي الذي عقده ممثلون للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والفرنسية في القاعدة العسكرية الأمريكية ب دار مشتادت بألمانيا, من16 إلي18 أغسطس الحالي, لوضع خطة لاجهاض ثورة30 يونيو وشل مصر تتضمن فرصة حصار اقتصادي لتركيع مصر, وتوجيه عمليات تخريب لأهداف حيوية منها كباري وجسور وخطوط المياه والغاز, علي ان يتم تنفيذ هذه الخطة قبل منتصف سبتمبر المقبل, وفسر سياسيون وخبراء أمنيون هذه المؤامرة, بأنها تأتي ردا علي احباط الشعب المصري للمخطط الغربي بتقسيم المنطقة, وتوسع إسرائيل, مؤكدين أن تماسك الجبهة الداخلية ووعي الشعب المصريه حائط الصد الرئيس ضد أي مؤامرة خارجية. وقال نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع إن مصر تتعرض الآن حرب خارجية معلنة بسبب نجاح ثورة30 يونيو التي حررت الإرادة الشعبية وأتاحت للقاهرة ان تستعيد دورها الريادي في المنطقة مما تسبب في إحداث حالة من الهلع بواشنطن التي كانت تراهن علي نظام الإخوان في تحقيق مخططات التوسع الإسرائيلي في المنطقة. وأشار إلي أن خروج دولة كبيرة بحجم مصر من تحت العباءة الأمريكية يهدد استقرار نظام الرأسمالية المتوحشة الذي تفرضه الولاياتالمتحدة ويؤدي إلي عودة الاستقرار في الدول التي أوجدت فيها تلك الإدارة بؤرا للصراع مثل سوريا وليبيا وتونس, مؤكدا ان الإخوان كانوا شريكا في تصفية القضية الفلسطينية من خلال دعمه للحلف الرباعي المكون من أمريكا واسرائيل وتركيا وقطر. وطالب وسائل الإعلام بأن تسلط الضوء علي هذه المخططات التي تستهدف الشعب المصري لاغتياله فكريا ومعنويا وسياسيا مؤكدا أن المصريين اكثر وعيا مما تتصور أمريكا وحلفاؤها. وقال أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق. إن الغرب استخدام وسائل إعلامه في محاولات لضرب الوحدة الوطنية وزعزعة ثقة المواطنين في القوات المسلحة ونشر الفوضي والانفلات الأمني علي مدي السنوات الماضية كجزء من هذا المخطط, مشيرا إلي أن هذه الوسائل والقنوات الإعلامية فوجئت بحائط سد منيع هو التماسك الشعبي والوعي المجتمعي الذي كانت تراهن علي عدم وجوده, وشدد هيكل علي ضرورة امتلاك وسائل الإعلام الوطنية في مصر للمقومات التي تتيح مواجهة تلك المؤامرات والعمل علي الاسراع في تنفيذ خريطة الطريق واختصار المرحلة الانتقالية قدر الإمكان وبث روح الطمأنينة لدي المواطنين, وأن تطلب منهم التحمل والصمود من أجل مصر. وقلل الخبير الأمني اللواء محمد الغباري من قيمة ما أثير في الاجتماع حول تشكيل جيش مصري حر علي غرار مايحدث في سوريا مشيرا إلي أن ذلك أمر مستحيل الحدوث في مصر معللا ذلك بأنه يجب ان تحدث انقسامات داخل ألوية وقيادات الجيش أولا لكي يمكن تحقيق هذا. وحول ما يتم تهريبه من أسلحة من المناطق التي ذكرتها الوثيقة السرية المسربة عن الاجتماع هي السودان وليبيا وتشاد والنقب, قال الغباري إن المقصود به بث روح الرعب داخل صفوف المواطنين مشيرا إلي أنه ليس من مصلحة إسرائيل ولا أمريكا وجود ميليشيات مسلحة داخل مصر لما يمثله ذلك من تهديد لأمنها في المستقبل, خاصة أنها تنعم بمعاهدة سلام مع مصر ولايمكن أن تخاطر بإلغائها. وبشأن ماجاء في المخطط من أسف المشاركين في الاجتماع من الموقف الرسمي للكنيسة المصرية, وأقباط الخارج ودعمهم للإدارة الانتقالية وخريطة الطريق قال فادي يوسف مؤسس اتلاف أقباط مصر أنه لا يجوز التقليل من أهمية تلك الوثيقة مشيرا إلي أن هناك بالفعل مخططا أمريكيا يهدف الي تقسيم مصر علي أساس طائفي وأن الكنائس التي تعرضت للاعتداء والحرق بعد الإعلان عن خريطة الطريق كان بهدف استفزاز مشاعر الأقباط وكان الغرب ينتظر رد فعل معاكس بالاعتداء علي المساجد, إلا أنهم فوجئ برد فعل وطني يؤكد تماسك المجتمع المصري بعنصريه المسلم والمسيحي, وأن الأقباط شكلوا حائط صد منيعا لإحباط هذا المخطط القذر الذي تعاونت فيه قيادات التنظيم الإخواني وتحالفت معهم لتنفيذه, وهو ما أدي الي ارتباك الإدارة الأمريكية وعدم إدانتها لتعرض الكنائس للاعتداء إلا متأخر جدا.
