حكمت محكمة عسكرية أمريكية أمس علي الجندي برادلي مانينج بالسجن35 عاما بعد إدانته في أكبر عملية تسريب لوثائق سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة إلي موقع ويكيليكس. وقررت القاضية العسكرية دنيز ليند بعد محاكمة استمرت أكثر من شهرين أيضا تسريحه من الجيش تسريحا شائنا, بسبب التجسس والتزوير وسرقة حوالي700 ألف وثيقة دبلوماسية وعسكرية سرية ونقلها إلي موقع ويكيليكس. وذكرت القاضية, خلال هذه الجلسة التي استغرقت اقل من عشر دقائق بقاعدة فورت ميد العسكرية بولاية ميريلاند, أن مانينج يستفيد من1293 يوما لخفض العقوبة, أي ما يفوق ثلاثة أعوام من الحبس الاحتياطي منها تسعة أشهر في السجن الانفرادي. ولدي صدور الحكم الذي اعلنته القاضية باقتضاب, وقف الجندي الشاب(25 عاما), الهزيل والضعيف الذي كان جالسا بين محامييه المدني والعسكري. وذكرت شبكة دعم برادلي مانينج أن محاميه دايفيد كومبس ينوي ان يرفع الي الرئيس باراك اوباما طلبا للعفو عن موكله. وهذه اطول عقوبة تفرض علي جريمة تسريب وثائق سرية. وفي امكان مانينج بعد ذلك ان يرفع دعوي استئناف امام محكمة الاستئناف العليا للقوات المسلحة وامام المحكمة العليا للولايات المتحدة. وستعيد محكمة الاستئناف الجزائية لسلاح الجيش تلقائيا النظر في الحكم. وسيتم منح مانينج مكافأة مالية عن سنوات الخدمة التي قضاها بالفعل وهي ثلاث سنوات ونصف. وكانت القاضية ليند قد قضت بإدانة مانينج الشهر الماضي في20 من بين22 تهمة وجهت له, ولكنها قضت ببراءته من التهمة الأخطر ألا وهي مساعدة العدو. وكان الادعاء قد طالب بالسجن60 عاما, علي الاقل, بحق مانينج. من ناحية أخري, تعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس لضغط متزايد لتفسير قراره بإرسال أمين مجلس الوزراء البريطاني جيرمي هيوود إلي صحيفة الجارديان من أجل الضغط علي صحيفة الجارديان كي تتلف الوثائق السرية التي حصلت عليها من إدوارد سنودين المستشار السابق في وكالة الأمن الوطني الأمريكية( إن إس أيه) بشأن برامج المراقبة الأمريكية السرية. وأكدت وسائل الإعلام البريطانية أمس أن كاميرون أبلغ هيوود بزيارة مقر صحيفة الجارديان لحث المحررين علي اتلاف الأقراص الصلبة التي تحتوي علي المواد المسربة أو للمطالبة بتسليمها. ونشرت الجارديان تفاصيل حول الطريقة التي ضغط بها موظفان بريطانيان كبيران دون ذكر اسمهما, علي ادارة الصحيفة كي تتلف الوثائق. وأضافت أن الضغط اشتد شيئا فشيئا مع تهديدات بملاحقات قضائية وحتي باحتمال القيام بعملية مداهمة من الشرطة. وقد سرب سنودين, الذي أصبح لاجئا في روسيا, معلومات سرية كشفت وجود نظام مراقبة ضخم للولايات المتحدة وبريطانيا علي العالم. وعلي صعيد آخر, انتقدت الحكومة الالمانية أمس الطرق التي استخدمتها بريطانيا مع الجارديان في قضية سنودين, معربة عن قلقها بشأن حرية الصحافة.