يبدو أن الأقدار دائما ما تجعل لبنان تدفع ثمن الأوضاع في سوريا فهي التي دفعت فاتورة الاحتلال الإسرائيلي للجولان باتخاذ سوريا للبنان ورقة للعب بها أمام إسرائيل ليس هذا فحسب بل حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان لعب دورا هو الأخر في الصراع الخفي بين ايران واسرائيل في خوضه الحرب بالوكالة ضد إسرائيل وكانت ساحة المعركة ارض الجنوب اللبناني تحت عنوان المقاومة والآن يبدو ان لبنان سيدفع ثمنا باهظا نتيجة مساندة حزب الله لنظام بشار الاسد حيث تشهد ضواحي لبنان الجنوبية سلسلة من العمليات التفجيرية تستهدف معاقل حزب الله يبدو انها بداية لدفع فاتورة جديدة وحالة من عدم الاستقرار بالإضافة إلي واقعية خطف الطيارين التركيين. فقد وقع حادثة تفجير في الرويس الخميس الماضي وأدي إلي مقتل22 شخصا وإصابة ما يقرب من325 ووقع هذا التفجير بعد ستة اسابيع علي انفجار سيارة مفخخة في حي مجاور ادي الي اصابة اكثر من50 شخصا بجروح ويبدو أن هذا ايذانا بسلسلة من الأعمال سيواجهها حزب الله في الجنوب ولكن اشك أنها ثؤتر علي الوضع السياسي المتأزم بين الفرقاء السياسيين في أوربا. وهنا يأتي اتهام امين عام حزب الله حسن نصر الله جماعات تكفيرية بتنفيذ الهجوم ليوضح طبيعة دائرة الصراع الجديد علي أراضي لبنان ويعكس صراعا سنيا شيعسا تشهده أراضي المشرق العربي. يأتي هذا الاتهام في الوقت الذي اعلنت مجموعة مجهولة اكدت انها خلية من المعارضة السورية المسلحة عن تنفيذها التفجير الذي ادي الي اصابة325 شخصا بجروح. ومن جانبه قال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري في تصريح له يعكس حجم الخلاف والصراع الدائر إن' ما حصل في الرويس جريمة بشعة', لكنه أشار إلي أن' حرب حزب الله في سوريا هي جريمة أيضا'. وقال الحريري ردا علي كلام الأمين العام ل'حزب الله' السيد حسن نصرالله إن' التكفيريين لا مكان لهم في سوريا بعد سقوط الأسد, لكن ماذا سيفعل الحزب بعد السقوط؟'. وأضاف إنه' إذا كان حزب الله يريد محاربة التكفيريين, عليه أن يتشاور مع سائر اللبنانيين, وأن لا يفتح علي حسابه حربا لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد'. وكتب الحريري, تغريدات علي حسابه الخاص علي موقع' تويتر', أنه استمع إلي' كلمة نصرالله, فوجدت في بدايته كلاما موزونا. ثم كانت الكارثة في نهايته'. وتساءل:' لا أعلم كيف يمكن لرجل مسؤول أن يتناقض مع نفسه بهذا الشكل, وينتقل من الدعوة إلي ضبط النفس, إلي إعلان استعداده للذهاب إلي سورية شخصيا؟'. واعتبر الحريري أنه' جميل أن يتحمس الأمين العام لمحاربة الإرهاب, ولكن لا نفهم حتي الآن لماذا وضع خطا أحمر في نهر البارد, ألم يكن السلاح الذي حارب الجيش تكفيريا؟'. وأضاف:' منطق حزب الله يذكرني بالمنطق الأمريكي لغزو العراق, بحجة سلاح الدمار الشامل'. وشدد علي أن' الإرهاب هو إرهاب, مهما تنوعت وجوهه, لكن حزب الله يفسر الإرهاب وفقا لمصالحه'. جاء هذا التصريح من الحريري ردا علي ما أكده أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية, مجزرة إرهابية كبيرة وخطيرة, مرجحا بشكل كبير أن يكون من مسئولية الجماعات التكفيرية, وداعيا إلي التعاون والتنسيق باتخاذ الإجراءات الوقائية, لكشف هذه الجماعات ومحاصرتها وتفكيكها وإلقاء القبض عليها ومحاكمتها, وهذا يحتاج إلي جهد من الجميع. وقال: يجب عدم تغطية وحماية هؤلاء ولا الدفاع عنهم سياسيا أو تبرئتهم, لأن هذه المجموعات تريد أخذ لبنان إلي الدمار. وأضاف أن القتلة هم حمقي ومشتبهون إذا كانوا لم يحسنوا قراءة مقاومتنا لإسرائيل, وإذا كان لديناألف مقاتل في سورية أو خمسة آلاف فسيصبحون عشرة آلاف إذا استمروا في إجرامهم, وإذا اقتضي الأمر فسأذهب أنا وكل حزب الله إلي سورية من أجلها ومن أجل لبنان وأهله وفلسطين والقدس, ونحن من سيحسم المعركة وإن كانت مكلفة. وقال: يجب أن يكون واضحا أن التفجير والقتل لن يوقعنا في فخ الفتنة, وهذه مسؤولية الجميع في لبنان لأنه إذا استمرت الأمور علي هذا الشكل قد نصل إلي حافة الهاوية. أما فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل شدد في تصريحه عقب الحادث علي أن في زمن هذه المحنة التي تضرب مجتمعنا اللبناني والإسلامي ينبغي التأكيد والتمسك بوحدة اللبنانيين في هذه المرحلة المصيرية الخطيرة التي تمر بها المنطقة ولبنان, مؤكدا أهمية التمسك بقيم العيش المشترك الواحد الإسلامي المسيحي والإسلامي الإسلامي وبالميثاق الوطني الذي أقر في الطائف وبنوده ومعانيه العميقة كصيغة وطنية ناضجة ومتينة تعزز قيم الوحدة بين اللبنانيين.