تمكنت أمس قوات الداخلية بالاشتراك مع القوات المسلحة والدفاع المدني من فض اعتصام اعتصام رابعة العدوية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء بفض تلك الاعتصامات لما تمثله من تهديد للأمن القومي المصري. الأهرام كان شاهدا علي العملية منذ بدايتها حيث وصلت القوات المشاركة الي مقر الاعتصام في السادسة والنصف من صباح أمس وقامت باطلاق10 طلقات صوت تحذيرية وناشدوا المعتصمين عبر مكبرات الصوت بالخروج الفوري من منفذ شارع النصر في اتجاه المنصة دون ملاحقة وطالبهم بابعاد النساء والاطفال وكبار السن, الا أن الإخوان بادروا باطلاق الأعيرة النارية والخرطوش علي قوات الأمن, فبدأت العملية علي الفور ليشعل أنصار المعزول الإطارات والزيوت علي الأرض ولتغطي الأدخنة السوداء سماء المنطقة وتمنع الرؤية عن القوات بالمداخل. بدأت العملية بتقدم6 كساحات ثقيلة ومصفحة تابعة للقوات المسلحة تم نقلها علي سيارات ضخمة ونشرها علي مداخل الميدان من3 اتجاهات هي شارع الطيران في الاتجاهين وشارع النصر من ناحية شارع عباس العقاد تبعتها عشرات المدرعات وناقلات الجنود قامت الكساحات بفتح المتاريس والحواجز الرملية والخرسانية التي شيدها المعتصمون علي مدار أكثر من شهر ونصف تحت مظلة من الاطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع لإجبار أنصار الرئيس المعزول علي التراجع. وقد حاول عدد من أنصار المعزول إلقاء أجسادهم تحت عجلات الكساحات والمدرعات الا أن عددا من أفراد الشرطة المشاركين في العملية قاموا بإلقاء القبض عليهم وافساح الطريق للقوات للدخول الي قلب الميدان, بينما انتشرت تشكيلات أخري بشكل مكثف خلف قوات فض معسكر الإخوان في رابعة تحسبا لمهاجمتهم من الخلف من قبل أنصار المعزول الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية وبين العمارات السكنية لتدور رحي حرب شوارع في تلك المناطق اعتلي فيها الاخوان أسطع العمارات لقنص رجال الأمن خاصة في شارعي أنور المفتي ويوسف عباس. وكانت الأهرام في الصفوف الأولي مع قوات الأمن المشتركة لفض المتظاهرين الذين أثبتوا عدم سلميه اعتصامهم حيث قاموا باطلاق كثيف للنيران الحية والخرطوش ضد قوات الأمن مما تسبب في إصابة عدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة, التي التزمت أقصي درجات ضبط النفس والتزمت أيضا بتنفيذ الخطة الموضوعة, في الوقت الذي حلقت فيه طائرات القوات المسلحة لتصوير العملية بالإضافة الي وجود كاميرات خاصة بتصوير العملية بالصوت والصورة علي الأرض حتي يتكشف للعالم حقيقة ادعاءات جماعة الإخوان حول سلمية اعتصامهم. وقد أسفرت عمليات التفتيش للخيام الموجودة في الميدان عن العديد من المفاجآت, حيث تم العثور علي كميات كبيرة من طلقات الرصاص الحي وطلقات الخرطوش وكميات كبيرة من البلي والنبل والمصدات والحواجز الفولازية المضادة للرصاص, كما عثر علي حقيبة بها عدد كبير من وثائق زواج والطلاق خاصة بعدد من المعتصمين مما يؤكد الأقاويل التي اثيرت عن وجود ما يسمي بجهاد النكاح هناك. وبعد مرور نحو ساعتين من بدء عملية فض الاعتصام وتحديدا في الثامنة والنصف صباحا كانت القوات قد تمكنت من تحطيم ودهس جميع الخيام في الاتجاهات الثلاثة التي داهمتها لتلتقي في منتصف الميدان بالقرب من المنصة الرئيسة التي نصبها الاخوان وسط أصوات دوي انفجارات نتيجة تفجيرهم أنابيب البوتاجاز بالقرب من محطة موبيل بتقاطع طريق النصر مع شارع يوسف عباس, المجاورة للمسجد مما تسبب في نشوب حريق محدود بها تمت السيطرة عليه من قبل سيارات الإطفاء التي شاركت في العملية, ليهرب بعد ذلك قيادات الاعتصام الي داخل مسجد رابعة العدوية واغلاقه من الداخل والاختباء بداخله, واستخدموا مكبرات الصوت من داخل المسجد حتي الساعة التاسعة تقريبا لمخاطبة أنصارهم وحثهم علي الاعتداء علي الشرطة والاستشهاد في سبيل تحقيق أهدافهم. ووسط النيران والأحداث الملتهبة كانت هناك العديد من المشاهد الإنسانية الجديرة بالنقل والإشادة, فقد طافت مجموعة من الجنود في أرجاء الميدان للبحث عن المصاحف وتجميعها في المدرعات, كما قاموا بالبحث عن وجود مصابين داخل الخيام المتهدمة والمحترقة ونقلهم الي المستشفيات للعلاج, كما حاول الضباط اقناع عدد من السيدات المشاركات في المعسكر بأن تغادر المكان حفاظا علي أرواحهن وقالوا لهن أنهم أخوة لهن وأنهم ليسوا أقل وطنية من أي فصيل الا أن دعواتهم لم تلقي استجابة وفضلت السيدات الاستمرار. يذكر أنه قد سيق عملية فض الإعتصام بنحو ربع ساعة فقط ظهورا جماعيا لقيادات الاعتصام الثلاثة صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعبد الرحمن البر علي المنصة وظلوا يصرخوا مطالبين النيام بالاستيقاظ والاستعداد لاقتحام الميدان وقال حجازي من فوق المنصة: علي كل الإخوة داخل الخيام وكل الشوارع والأماكن التجمع أمام المنصة الآن, والصاحي يصحي النايم, لنصمد أمام هؤلاء الظالمين الذين يحاولون إثارة الفزع بمدرعاتهم.. وسنعلمهم الدرس اليوم بصمودنا., ورسم لهم خطة للرد علي قوات الأمن من خلال خروج4 مسيرات الي خارج الميدان بهدف تطويق قوات الأمن من الخلف أثناء عملية فض الاعتصام, الا أن الوقت لم يسعفهم لتنفيذ مخططهم بسبب مداهمة قوات الأمن لهم قبل تحركهم من الميدان.